ريفي يستذكر اغتيال شطح ومحمد الشعار: ذكراهما تؤكد أن الحلم بوطن تسوده العدالة لا بد أن يتحقق
شمال الليطاني .... الحرب الأهليّة
دعونا نستعيد ما قاله المنظّر الفلسفي لأحد الأحزاب لمبعوث عربي. "ان ترحيل الشيعة من لبنان أكثر سهولة بكثير من ترحيل الفلسطينيين من غزة". في رأيه ان الفلسطينيين، وبالرغم من كل شيء، ما زالوا يشكلون "حالة داخل اللاوعي القومي والديني لدى العرب. كما أن ترحيلهم الى كل من مصر والأردن واجه معارضة عاصفة من البلدين كون ذلك يشكل خطراً وجودياً على نظامين حليفين للولايات المتحدة. والبديل قيام نظامين راديكاليين يهددان المسار الحالي للمنطقة في اتجاه التطبيع مع الدولة العبرية".
أما الشيعة في نظر المنظّر اياه فهم يشكلون "عالّة ـ لا حالة ـ داخل اللاوعي التاريخي والايديولوجي للعرب. ترحيلهم من لبنان لن يلقى اعتراضاً من أحد صاحب تأثير ان في واشنطن أو في غيرها، لا بل أنه قد يلقى الترحيب الجماعي، لا سيما من الجارتين سوريا واسرائيل، كون الشيعة هم السبب في عدم الالتحاق لبنان بالقافلة العربية، والبقاء داخل الدوامة الايرانية، ما أدى الى تفاعل الأزمة اللبنانية على ذلك النحو المدمر"...
هذا الرأي وصل، بطبيعة الحال، الى "حزب الله" الذي يعتقد قادته أن التركيز على نزع السلاح من شمال الليطاني، ودون أي مبرر استراتيجي، أو وطني، على الاطلاق، يعني تعرية الطائفة من كل امكانات الدفاع عن النفس ووضعها أمام هذا الخيار اما الذبح الجماعي (اذا ما نجت منه والنجاة مستحيلة) أو الترحيل، وهو السبيل المنطقي لاعادة احياء الجمهورية ...
بالفم الملآن، كلام الى من يعنيهم الأمر، أي محاولة لنزع السلاح شمال الليطاني يعني، حتماً الانفجار الداخلي، أي الحرب الأهلية. المسألة أكثر خطورة بكثير مما يظن المستشارون، أينما كانوا بقنواتهم المفتوحة على الخارج القريب وأيضاً على الخارج البعيد. باختصار... أيها السادة توقفوا عن اللعب على الطاولة الاسرائيلية!!
... وسؤال ممن حصلنا منهم على ذلك الموقف "كيف لدولة أن تدعو الى حصرية السلاح دون تحقيق حصرية السيادة؟"، اذ يدري أي يد تتولى ادارة الخيوط على امتداد الجمهورية؟ حتى اللحظة التنازل تلو التنازل أمام الجنون الاسرائيلي، ودون أن يكون باستطاعة أحد التكهن بنوع الصفقة التي سيعود بها بنيامين نتنياهو من منتجع مارالاغو في ميامي بعد اللقاء المفصلي مع دونالد ترامب، حتى ولو قال السناتور بيرني ساندرز أن السياسات الهستيرية للائتلاف اليميني في اسرائيل بات يشكل خطراً على المصالح الأميركية، وداعياً الرئيس الأميركي الى التنبه بأن مشروعه نحو السلام في الشرق الأوسط مهدد بالسقوط، واندلاع حرب شاملة اذا ما بقي على تبنيه لتلك السياسات الدموية...
كثيراً ما قلنا انه الشرق الأوسط، وحيث التعرجات الدرامية للتاريخ. ليقول وزير الخارجية الفرنسي السابق هوبير فيدرين أن ظهور الغاز في شرق وجنوب المتوسط وضع المنطقة أمام واقع جديد، وأمام احتمالات جديدة. في هذا السياق أسئلة حول الدور التركي الغارق في الحالة الأميركية، والذي كان دوماً على تقاطع مع الدور الاسرائيلي، عندما يجد رجب طيب اردوغان نفسه أمام الرعاية الأميركي للقوس الاستراتيجي بين اسرائيل واليونان وقبرص، في ظل الكلام عن اتصالات بين أنقرة و"حزب الله" الذي نستوضح مسؤولاً بارزاً فيه عن طبيعة هذه الاتصالات والغاية منها.
المسؤول اياه قال لنا ان الاتصالات بين الحزب وتركيا لم تتوقف حتى ابان الأزمة في سوريا، ليوضح "أن الاتصالات الأخيرة الأخيرة جاءت من الجانب التركي من أجل تأمين الاستقرار على الساحة السورية"، "وقد أكدنا أنه منذ حصول التغيير هناك لم نتدخل، ولن نتدخل، في حال من الأحوال"، نافياً أن تكون الاتصالات قد تطرقت الى الموضوع الاسرائيلي، ولكن ليتوقف طويلاً، وبالتفصيل، عند المحاولة العبثية التي قامت بها تركيا عقب الحرب الأخيرة للحلول محل ايران.
المسؤول البارز في "حزب الله" لاحظ كيف أن القيادة التركية لم تتنبه حتى الآن من أن احياء السلطنة العثمانية أكثر من أن يكون مستحيلاً حتى من الجانب الأميركي الذي يقف الى جانب "اسرائيل الكبرى" وضد "تركيا الكبرى"، وهذا ما يبدو جلياً من الاتفاقية الثلاثية للغاز (الاسرائيلية ـ اليونانية ـ القبرصية) والتي تحولت الى اتفاقية عسكرية بمناورات مشتركة في مياه المتوسط. في هذه الحال أليس من مصلحة اردوغان، حتى لحماية بلاده من المشروع الاسرائيلي، التنسيق الاستراتيجي مع ايران بدل الأخذ بذلك السيناريو الذي أثبت فشله أكثر من مرة؟
عند هذا المفترق الغامض أين لبنان؟ الشيخ نعيم قاسم قال بكل وضوح ان قرار السلم والحرب في يد الدولة. نعلم انها كرة النار في مواجهة "الديبلوماسية التوراتية" لحكومة نتنياهو، وحيث الالتفاف الاستراتيجي على لبنان من البوابة الاقتصادية، بوعود بنقل لبنان من الجحيم الى النعيم. ببساطة أن نضع رؤوسنا بين فكي الأخطبوط...
ليبقى السؤال متى يدرك أفرقاء الداخل، والذين يشحذون سكاكينهم للحظة الانقضاض، أي للحظة الانتحار؟ المسؤول البارز في "حزب الله" قال لنا "ان يدنا ممدودة الى الجميع عسى ألاّ يمدوا ايديهم، ورؤوسهم، أكثر في اتجاه اسرائيل". مرة أخرى "اياكم والوقوع في المصيدة الاسرائيلية". جنوب الليطاني نعم. شمال الليطاني لا....
نبيه البرجي - الديار
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن| شاركنا رأيك في التعليقات | |||
| تابعونا على وسائل التواصل | |||
| Youtube | Google News | ||
|---|---|---|---|