ملفّ غامض وخطير... ضبّاط الأسد الهاربون وقود حرب روسيا في أوكرانيا
منذ الثامن من كانون الأول 2024، يوم "تبخّر" بشار الأسد من سوريا مع عائلته وبعض "الحاشية"، وتسلّم الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع زمام السلطة، كثُرَت الملاحقات بحقّ رجالات النظام القديم وتمّ القبض على أعداد لا بأس بها منهم، إلا أن كثيرين مازالوا "مفقودين"، ليسوا في السجون السورية ولم يتمّ التبليغ عن تواجدهم في أي من البلدان التي هرب إليها البعض منهم، ولا حتى أُعلِنَ عن وفاتهم، إلا أن احتمالات أخرى تُطرَح على الطاولة.
هناك تساؤلات عن آلاف الضبّاط والجنود، لاسيما من الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة، حيث تواروا تمامًا عن الأنظار مباشرة بعد رحيل الأسد، وتشير المعلومات إلى أن كُثُر من هؤلاء انتقلوا إلى روسيا، ويتمّ تجنيدهم للقتال ضدّ أوكرانيا، وهو الأمر الذي كان يحصل حتى في فترة حكم الأسد، إذ كانت روسيا تقدّم للجنود السوريين، ولبعض المنشقّين عن الجيش السوري وقتها، عقودًا تسمّى بـ"العقود المدنية"، والتي من خلالها أخذت هؤلاء للقيام بمهمات عسكرية، منها في روسيا وبعضها في مناطق أخرى، كمن يذهبون إلى ليبيا لحماية آبار نفط هناك، وكانوا يتقاضون مبالغ كبيرة بالمقابل.
وعن هذا الموضوع، يقول الخبير الاستراتيجي والمحلّل الأمني والدفاعي ومؤسّس معهد الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري، رياض قهوجي أن هذه المعلومات غير مستبعدة، إذ أظهرت التحقيقات في عدّة دول، مثل العراق والأردن، تجنيد أشخاص للقتال في روسيا ضد أوكرانيا، حتى في لبنان تجري تحقيقات حول هذا الموضوع.
يضيف قهوجي أن العلاقات الروسية-السورية قديمة، والجميع يعرف بما يجمعهما، ويتمّ حاليًا التداول بتقارير عن تجنيد عناصر سورية، بل ربما فرق كاملة، للقتال ضد الأوكرانيين، ويؤكّد أن روسيا تقوم بجهد كبير في هذا الإطار، فهي من خلال إدخال المرتزقة ضمن جيشها، تخفّف الضغوط الداخلية عليها، إذ أن الإصابات والوفيات في الجيش الروسي قد تخلق نوعًا من الامتعاض من المواطنين الروس تجاه الحرب وربما قد تشكّل ضغطًا على بوتين وإدارته، بينما القتال بجنود أجانب، لاسيما أولئك الذين لا تسأل دولهم عنهم، أو تطالب بهم، يخفّف من الإصابات على الجنود الروس أنفسهم، مما يعزّز اعتماد روسيا على الخارج لتدجيج جيوشها بالمقاتلين.
تقلا صليبا-الكلمة اونلاين
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن| شاركنا رأيك في التعليقات | |||
| تابعونا على وسائل التواصل | |||
| Youtube | Google News | ||
|---|---|---|---|