بين التحذير والانفتاح… نتنياهو يتحدث عن مستقبل العلاقة مع دمشق
"أنطوان لحد وجيش لبنان الجنوبي".. في السويداء؟
لم ينفِ المتحدث الرسمي باسم الحرس الوطني في السويداء، طلال عامر وجود تحالفٍ يجمعهم مع إسرائيل.
قال في لقاء تلفزيوني أعقب تقرير صحيفة الواشنطن بوست، حول دعم إسرائيل لميليشيا الحرس الوطني بالمال والسلاح، بأن علاقتهم "التحالفية" مع إسرائيل، هي علاقةٌ قائمة، ولا يخجلون بها.
وكأن الهمس بميلاد ميليشيا درزية جنوب سوريا بنكهة سعد حداد وأنطوان أحد، بات أمراً وارداً.
جيش لبنان الحر
ميليشيا جديدة تقاتل بالوكالة عن إسرائيل، على أن يكون موطنها هذه المرّة في الجنوب السوري، بدلاً من جنوب لبنان.
عام 1976 أعلن الرائد الماروني في الجيش اللبناني سعد حداد نشوء جيش لبنان الحر، الذي سيُعرف لاحقاً باسم جيش لبنان الجنوبي، وكان أغلب أعضائه من اللبنانيين المسيحيين، مع عدد قليل من المسلمين، من الذين كانوا على خصومة مع فصائل المقاومة الفلسطينية التي سيطرت على جنوب لبنان في ذلك الحين.
وبعد وفاة حداد بمرض السرطان عام 1984، خلفه أنطوان لحد، وقد وصل عدد أفراد هذه الميليشيا إلى نحو 6000 جندي.
مجموعات مسلحة متباينة
في حين تشكّل الحرس الوطني في السويداء خلال شهر آب/أغسطس الماضي، من مجموعات مسلّحة متباينة الخلفية والنشأة، حيث ضمّ إليه عصابات امتهنت القتل والخطف وصناعة وترويج وتهريب المخدرات خلال سنوات الثورة ضد نظام بشار الأسد، وكانت مدعومة من قبل المخابرات العسكرية، بالإضافة إلى جنود وضباط كانوا ضمن صفوف جيش النظام السوري السابق، عدا عن البيارق المحلية (مجموعات مسلحة صغيرة منتشرة في قرى السويداء).
ولا يضمن هذا التباين بين مكونات الحرس الوطني استقرار هذا الكيان العسكري البراغماتي الذي يشرف عليه الشيخ الهجري، وابنه سلمان بشكل مباشر، بدليل الخلافات الحادة التي ظهرت مراراً بين فريق الضباط، وبين الشيخين طارق خويص، وطارق المغوش المقربين من سلمان الهجري.
وظاهرياً، يرأس الحرس الوطني في السويداء العميد السابق في جيش الأسد جهاد الغوطاني، بينما يدير سلمان الهجري هذه الميليشيا فعلياً من خلال المكتب الأمني في قيادة الحرس الوطني، والذي فشل الغوطاني بإلغائه.
دعم أميركي محدود
وبرأي عضو مؤتمر الحوار الوطني، جمال درويش فإن الولايات المتحدة تعتبر الشرع شريكاً وحليفاً لها، وتريد أن تستثمر في سوريا مستقرة واحدة، غير مفككة، وبالتالي لا بد أن تتكيف السياسات الإسرائيلية مع الاتجاه الأميركي.
ويوضح في حديث لل"المدن" بأن ما ذكره تقرير صحيفة "واشنطن بوست" يعبّر عن دعم محدود للحرس الوطني، وليس دعماً لإنجاز مشروع سياسي طويل، ويعتقد درويش أن الحرس الوطني هو مجرّد ورقة ضغط لتحسين شروط التفاوض الإسرائيلية مع الحكومة السورية حول الترتيبات الأمنية في الجنوب.
ويُنسب إلى الحرس الوطني في السويداء عدّة أعمال اعتقال لدروز أسفرت مطلع شهر كانون الأول/ديسمبر عن موت اثنين منهم، هما الشيخ رائد المتني، والشيخ ماهر فلحوط، كما وتعيد هذه الميليشيا الدرزية إلى أذهان أبناء السويداء، ذاكرة الأجهزة الأمنية المرعبة أيام النظام السابق، من خلال قمع الآراء المعارضة.
خلط أوراق اللعب
وبرأي الأكاديمي، والباحث السياسي مهيب صالحة فإن تحوّل الحرس الوطني إلى ميليشيا تخدم إسرائيل في الجنوب السوري أمر غير ممكن، إلا إذا حصل انهيار مفاجئ في ملف "قسد" وملف الجنوب، وجرى خلط أوراق اللعب من جديد.
ويضيف صالحة في سياق حديثه لل"المدن": "ما عدا ذلك، فإن الحرس الوطني سيُعامل مثل معاملة قسد في أي ترتيبات داخلية ضمن توافق تركي إسرائيلي برعاية أميركية روسية".
خذلان وضياع
عام 2000 انسحبت إسرائيل من جنوب لبنان، تاركةً ميليشيا جيش لبنان الجنوبي لائبةً على وجهها، ضمن حالة من الخذلان والضياع، لم تراعِ فيها إسرائيل مصير حلفائها الذين صنّعتهم لأجل تنفيذ مهام محددة.
يقول درويش للمدن: "ثم إن إسرائيل الآن في أوج سيطرتها على المنطقة بعد هزيمة حزب الله، وتراجع الدور الإقليمي لإيران، لذلك لم تعد بحاجة إلى سعد حداد جديد، أو أنطوان لحد آخر، إذ لا يوجد ما يعكّر صفو إسرائيل، أو يقلقها".
أيمن الشوفي- المدن
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن| شاركنا رأيك في التعليقات | |||
| تابعونا على وسائل التواصل | |||
| Youtube | Google News | ||
|---|---|---|---|