اختلال التوازن الداخلي لامس التركيبة اللبنانية..النأي بالنفس معبر الخلاص

يعكس التوتر في العلاقات اللبنانية – الإيرانية صراعاً مزمناً ما بين مشروع الدولة اللبنانية الساعية الى استعادة سيادتها وقرارها الحر وبين المشروع الإيراني الذي يرى في لبنان ساحة متقدمة ضمن صراع أوسع مع إسرائيل والغرب . المواقف الإيرانية تتناقض مع منطق الدولة اللبنانية التي تسعى الى حصر السلاح بيد المؤسسات الشرعية وتطبيق الدستور والقرارات الدولية، ما أدى الى اتساع مساحة التباعد بين الجانبين المبني على تراكمات من التدخلات الإيرانية في الشأن اللبناني ومواقف مسؤولين إيرانيين تعكس رؤية طهران المعتبرة سلاح حزب الله جزءا من منظومة امنها الإقليمي وليس ملفاً سياديا لبنانيا خالصا . والى جانب تأكيد مستشار المرشد الأعلى للشؤون الدولية ان بلاده ستواصل دعم حزب الله كأحد اهم أعمدة محور المقاومة يلعب دورا رئيسيا في مواجهة الصهيونية وان طهران تحت قيادة وتوجيهات قائد الثورة الإسلامية ستواصل بحزم دعمها للحزب الذي يقف بالخطوط الامامية للمقاومة .قال المتحدث باسم الخارجية ان طهران تفضل تجنب أي تصريحات من شأنها صرف لبنان عن التركيز على سيادته ووحدة أراضيه مشيرا الى ان الخطر الحقيقي الذي يهدد سيادة لبنان وكرامته يتمثل في الاطماع الإسرائيلية.

النائب السابق علي درويش يقول لـ "المركزية ": ان اختلال التوازنات في الشرق الأوسط بفعل الحرب الاسرائيلية على العديد من دولها انسحب على لبنان ودفع بالفريق الموالي لطهران الى التشدد او التمسك اكثر في ولائه لها. الامر طال التوازنات الداخلية التي اختلت بدورها ولامست التركيبة اللبنانية الداخلية . فريق او بالأحرى طائفة شعرت ان التعاطي معها بات بفوقية وكأنها مهزومة ، واخر اعتبر نفسه منتصرا . سقوط محور الممانعة من غزة الى سوريا ولبنان واليمن والعراق انسحب على كل هذه الدول التي اهتزت علاقاتها مع ايران . الخاسر الأكبر هو لبنان الذي أصيب بتضامنه الوطني ،فيما مقاربة رئيس الجمهورية العماد جوزف عون للموضوع هي الصحيحة . لبنان تموضعه عربيا على المستوى الاقليمي ومتعاطف مع الغرب على الصعيد الدولي ،لا يستطيع الانخراط في صراعات المنطقة وحتى العالم . سياسة النأي بالنفس عن صراعات الاخرين هي معبر الخلاص له وسط ما يجري في المنطقة والعالم من تبدل استراتيجيات وخرائط . نهوض لبنان بالعودة الى الدولة القوية العادلة المنخرطة في عمقها العربي كممر الزامي على المستويين السياسي والاقتصادي . وعلى حزب الله تسليم عتاده وفقا لقرارات الحكومة بحصرية السلاح وموافقته عليها .

يوسف فارس - المركزية