"الخط الأحمر" يعود إلى الواجهة.. تحذير صيني لواشنطن وتصعيد قرب تايوان
حذّرت الصين الولايات المتحدة مجدداً من تجاوز "الخط الأحمر" في قضية تايوان، في الوقت الذي أجرت فيه قوات بكين مناورات عسكرية واسعة قرب الجزيرة، ضمن ما وصفته بتدريبات ردعية تهدف إلى حماية سيادتها الوطنية.
أفادت صحيفة "تشاينا ديلي"، الناطقة باسم الحزب الشيوعي الصيني، أن المناورات، المسماة "مهمة العدالة 2025"، بدأت يوم الاثنين تحت إشراف قيادة المسرح الشرقي لجيش التحرير الشعبي، وشملت مضيق تايوان والمناطق المحيطة بها.
وتستهدف هذه التدريبات الرد على مبيعات الأسلحة الأمريكية الأخيرة للجزيرة، وإرسال رسالة واضحة لإدارة الرئيس التايواني لاي تشينغ تي حول عزم بكين على مواجهة أي تدخل خارجي أو تحركات انفصالية.
تحذير رسمي للولايات المتحدة وتايبيه
قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، لين جيان، في إحاطة صحفية: "أي شخص يتجاوز الخطوط الحمراء أو يقوم باستفزازات بشأن هذه المسألة سيواجه ردا حازما من الصين".
وأضاف أن جهود تايوان في تسليح نفسها تهدف في الواقع إلى "تشجيع الانفصاليين ودفع مضيق تايوان نحو خطر الصراع المسلح".
كما أشارت وسائل الإعلام الصينية إلى أن التدريبات تأتي رداً على صفقة أسلحة أمريكية للجزيرة بقيمة 11.1 مليار دولار، واعتبرت أن الولايات المتحدة تظهر تناقضاً واضحاً بين موقفها الرسمي الرافض لاستقلال تايوان ودعمها العسكري للجزيرة.
تعتبر الصين تايوان جزءاً من أراضيها، رغم أن الجزيرة تحكم ديمقراطياً منذ عقود. والولايات المتحدة، رغم عدم اعترافها الرسمي بها، تظل الداعم الدولي الأكبر لتايبيه، ومورد أسلحة رئيس لها.
في المقابل، سعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى تهدئة التوترات مع بكين، رغم استمرار محاولات الصين لزيادة الضغط العسكري على الجزيرة.
تأتي هذه المناورات بعد سلسلة تدريبات مماثلة منذ عام 2022، بما في ذلك استعراض القوة رداً على زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي لتايبيه، والتي اعتبرتها بكين استفزازاً خطيراً.
وأصدرت وزارة الخارجية التايوانية بياناً قالت فيه إن المناورات الصينية تهدد السلام والاستقرار في مضيق تايوان، وتخالف مبدأ الامتناع عن استخدام القوة المنصوص عليه في ميثاق الأمم المتحدة.
وأضافت أن هذه الإجراءات أحادية الجانب قد تؤثر سلباً على الشحن والتجارة العالمية، داعية الصين إلى التوقف عن سياساتها العدوانية فوراً.
كما أصدر أعضاء مجموعة السبع بياناً مشتركاً أعربوا فيه عن "قلق بالغ" إزاء الإجراءات الصينية، مؤكدين على ضرورة حل القضايا عبر حوار بنّاء دون استخدام القوة أو الإكراه.
يعتبر خبراء مجلس العلاقات الخارجية أن تايوان هي أخطر بؤرة توتر عالمية، حيث تجمع بين تحركات عسكرية متصاعدة ومصالح القوى العظمى، خصوصاً الولايات المتحدة والصين.
وتشير التطورات الأخيرة إلى أن بكين تسعى لإرسال رسائل قوية على المستوى العسكري والسياسي، بينما تحاول واشنطن موازنة دعمها لتايبيه مع تجنب مواجهة مباشرة مع الصين.
ومع استمرار المناورات الصينية، يبدو أن منطقة آسيا والمحيط الهادئ مقبلة على مرحلة جديدة من التوتر العسكري والدبلوماسي.
في الوقت نفسه، تركز الولايات المتحدة على تجنب أزمة مباشرة، لكنها ستواجه تحديات متزايدة في حال تصعيد الصراع حول مضيق تايوان.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن| شاركنا رأيك في التعليقات | |||
| تابعونا على وسائل التواصل | |||
| Youtube | Google News | ||
|---|---|---|---|