أدرعي يوجّه رسالة للعرب : "الخبر اليقين ..بس عنا وبس "!(فيديو)
كيف يفسر الحزب قول قاسم "لا تطلبوا منا شيئاً إضافياً"؟
مع دنوّ الموعد المبدئي لإعلان الدولة اللبنانية إلى جميع المعنيين أنها أنجزت تماماً ما هو مطلوب منها في منطقة جنوب الليطاني، في إطار التطبيق الكامل لاتفاق وقف النار القائم نظرياً منذ نحو 13 شهراً بشهادة اضطرت قيادة الجيش اللبناني إلى تقديمها ميدانياً أمام السفراء والبعثات الديبلوماسية المعتمدة، مشفوعة بشهادة قوة "اليونيفيل" باعتبارها العين الأممية الراصدة، لم يكن مفاجئاً أن يُظهر الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم ليبلغ للمعنيين جميعاً أن "مرحلة التنازلات المجانية من جانب الحزب والدولة معاً قد ولّت إلى غير رجعة"، وبات لزاماً على الطرفين تثبيت معادلة ربط الأمن بالسيادة، والاستقرار بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لقسم من الجنوب، وضمان إقفال باب الاستباحة الإسرائيلية للسيادة اللبنانية.
وتؤكد المصادر المعنية في الحزب أن خطاب قاسم في جوهره لا يمكن اعتباره تبشيرا بحرب أو فتحاً لمواجهة ولا استعداداً لتصعيد فوري، لكنه يقدم ضمناً ما هو أخطر سياسياً، إذ إنه يقلص إلى أقصى الحدود هامش المناورة، ويعلن خطاب ردع داخلي بقدر ما هو رسالة مباشرة إلى الخارج، فحواها أن مرحلة "تقطيع الوقت" انطوت، ومعها إقفال ما يراه الحزب مسار تنازلات، وأن على الدولة نفسها أن تحذو حذوه.
من هذه المنطلقات أعاد قاسم الاعتبار إلى معادلة جوهرها أن التوتر المستمر ليس نتيجة مسارات داخلية، بل بفعل استمرار الاعتداءات الإسرائيلية والخرق الممنج للسيادة اللبنانية.
مطالبة الحزب للدولة بالثبات عند المعادلة التي فرضها اتفاق وقف النار في صيغته الأولى، والقائمة على المبادئ المعروفة، ليست جديدة، لكن الحزب يعتقد أن حجته الآن بعد التزامه وقف أي نشاط عسكري وإخلائه جنوب النهر، صارت أقوى، وبات مبرراً له إعلاء صوت الاعتراض من الآن فصاعداً على خطوات وإجراءت مثل تسليم السلاح في شمال النهر.
وبناء على هذه المعادلة، لم يكن كلام قاسم مجرد إطلاق موقف سياسي في لحظة مفصلية، بل بدا إعلان نهاية مسار طويل من التكيف واستيعاب الضغوط وإعادة تموضع للحزب بناء على معادلات الميدان.
لذا لم يكن مستغرباً أن يعتمد في خطابه على حادثة اختفاء الضابط المتقاعد في الأمن العام أحمد شكر، والتي وضعتها التحقيقات الأولية في خانة خرق إسرائيلي نتج منه استدراج الرجل وخطفه، ليلقي الأضواء على أن الحادث مؤشر خطر لحجم التحديات التي يواجهها البلد، ودليل على العجز عن جبه الاختراقات الإسرائيلية للأمن اللبناني، ويظهر الحاجة إلى موقف رسمي أكثر حزما في حماية الأرض والقاطنين عليها.
وتزعم المصادر إياها أن القاعدة التي ينطلق منها الحزب لشرعنة رؤيته لمسار الأمور وإظهار متانة موقفه في مقابل "هشاشة" الموقف الآخر النقيض، باتت أصلب من خلال توافر المعطيات الآتية:
- لقد نفذ الحزب ما طلب منه تماماً.
- إن العديد من العواصم العربية تبدي انفتاحاً على الحزب لاقتناعها بأن مرونته تؤسس لمعادلة سياسية - أمنية مختلفة في الداخل والإقليم عموماً.
- إن الحزب مطمئن بفعل تجارب حصلت بعد سريان اتفاق وقف النار، إلى أن رهان البعض على صدام محتمل بينه وبين الجيش هو رهان خاطئ لأن لا مصلحة لأحدهما في حصول ذلك.
عموماً، فإن الحزب وإن كان يقول بلسان أمينه العام "لا تطلبوا منا شيئاً إضافياً بعد اليوم"، فإنه يقدم في المقابل عرضاً بديلاً فحواه "تعالوا نتفق على خطة لمواجهة المرحلة المقبلة يكون منطلقها خطاب القسم الذي وعد صراحة بوضع "إستراتيجية أمن وطني". وكما التزم الحزب مندرجات اتفاق وقف النار، يتعين على الآخرين التزام تعهداتهم.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن| شاركنا رأيك في التعليقات | |||
| تابعونا على وسائل التواصل | |||
| Youtube | Google News | ||
|---|---|---|---|