النائب ينال صلح: الانتخابات استحقاق سيادي لا يخضع للابتزاز… والشعب مصدر الشرعية
الراعي: نصلّي من أجل وطننا لبنان لكي تُعاد إليه لغة الحقّ والعدالة والسلام
ترأس البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي قداس "أحد الكلمة المتجسّد" في بكركي، ببحضور وفد من الأبرشية المارونية "سيدة البشارة" في إيبادان لأفريقيا الشمالية والوسطى مع الزيارة الرسولية في أفريقيا الجنوب، برئاسة المطران سيمون فضول، وحضور مسؤولي وأعضاء فرق السيدة،Dame Equipe Notre - منطقة لبنان التي تضمّ الأردن، الخليج وقطر.
وفي عظته، قال الراعي: "إنّنا نلتقي معًا حول كلمة الحياة، بعد أن عشنا فرح الميلاد، لنغوص بشكل أعمق في سرّ معناه. ليكن هذا اللقاء زمن نعمة، وتجديد إيمان، والتزامًا حيًّا بكلمة الله التي صارت بشرًا من أجلنا.و كما قبلت مريم الكلمة في ذاتها، تدعونا الكنيسة أن نقبلها نحن أيضًا، لا كفكرة دينيّة، بل كأسلوب حياة. الكلمة التي صارت جسدًا في مريم، تريد أن تصير رحمة فينا، وعدلًا في قراراتنا، وصدقًا في كلامنا، وأمانة في التزامنا. هكذا يصبح الميلاد مستمرًا، ويتحوّل الإيمان من طقس إلى شهادة حياة. هكذا نعيش الميلاد زمنًا متواصلًا مع كل أفراحه الروحية والإنسانية".
أضاف: "في الليتورجيا، تُقرأ الكلمة، لكن الهدف ليس القراءة فقط، بل التحوّل. فالكنيسة لا تريد مؤمنين يحفظون النصوص، بل مؤمنين يُحوّلون النص إلى حياة. في هذا الزمن، نتعلّم أنّ الميلاد لا ينتهي في الخامس والعشرين من كانون الأول، بل يبدأ حين نقبل الكلمة في ذواتنا، وحين نسمح لها أن تغيّرنا من الداخل. فكما قبلت مريم الكلمة في ذاتها، نحن مدعوون أن نقبلها في قلوبنا، وبيوتنا، وفي علاقاتنا، وخياراتنا. إنجيل اليوم هو إنجيل التدبير الإلهي: الله يخلّص العالم لا بالقوّة، بل بالكلمة؛ لا بالعنف، بل بالمحبّة؛ لا بالفرض، بل بالتجسّد".
وتابع قائلاً: "إنجيل التجسّد يعلّمنا قوّة الكلمة. فالكلمة الإلهيّة خلقت، وخلّصت، وغيّرت مسار التاريخ. والكلمة البشريّة، حين تكون صادقة ومسؤولة، تستطيع أن تبني، وأن تشفي، وأن تجمع. أمّا حين تُفرَّغ من الحقيقة، وتُستَعمل للتضليل أو التحريض، فإنّها تهدم وتُقسِّم".
في الشأن السياسي، أكد الراعي أنّ "لبنان اليوم بحاجة إلى كلمة تتجسّد: كلمة حقّ تتحوّل فعلًا، كلمة مصالحة تتحوّل قرارًا، وكلمة وعد تتحوّل التزامًا. وطننا لا يحتاج فقط إلى خطابات، بل إلى كلمات تُعاش، تُترجم سياسات عادلة، وخيارات وطنيّة صادقة"، مضيفاً: إنجيل التجسّد يمكن أن يُقرأ كدعوة وطنيّة: إلى أن نُنزِل المبادئ إلى أرض الواقع، وأن تتحوّل القيم إلى مؤسّسات، وأن يصبح الكلام مسؤولية. بكلمة صادقة يمكن أن يبدأ خلاص وطن، وبكلمة جامعة يمكن أن يُبنى وطن يجمع الكل، لا يُقصي أحدًا، بل يحمي كرامة الجميع".
وختم الراعي عظته قائلاً "نرفع اليوم صلاتنا، طالبين أن يزرع الله كلمته في قلوبنا، وأن يجعلنا شهودًا للكلمة لا مجرّد سامعين لها. نصلّي من أجل وطننا لبنان، لكي تُشفى كلمته، وتُعاد إليه لغة الحقّ والعدالة والسلام. نصلّي من أجل كل إنسان متألّم، قلق، أو فاقد الرجاء، لكي يجد في كلمة الله حياة جديدة. نصلّي من أجل عائلاتنا، وشبابنا، وكل من يبحث عن معنى لحياته، أن يكتشف أن الكلمة المتجسّدة لا تزال تسكن بيننا وفينا. فنرفع المجد والتسبيح للآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن| شاركنا رأيك في التعليقات | |||
| تابعونا على وسائل التواصل | |||
| Youtube | Google News | ||
|---|---|---|---|