عون التقى وفداً عراقياً: عودة الجنوبيين هي الأولوية بالنسبة إلى لبنان
هكذا تردّ إيران على "إسرائيل"
حقاً، كلبناني، أحسست بالخجل من اتصالات زملاء وكذلك ديبلوماسيين عرب، وحتى من وزير خارجية خليجي سابق، حول فضيحة "أبو عمر السنكري"، وطريقة تسويقه ووصوله الى بعض الرؤوس الحساسة. لم يصدقوا أن هذا حدث مع من يدّعون الحنكة والفطنة. هل يمكن للزبائنية أن تبلغ ذلك الحد من التدني السياسي والأخلاقي ؟ أجل، أجل، ثمة ساسة لا يصلحون حتى لمستودعات الخردة ...
من خلال الاتصالات، ماذا يمنع هؤلاء من أن يبيعوا أنفاسهم (وأرواحهم) لبنيامين نتنياهو من أجل الوصول الى القصر أو الى السراي أو الى ساحة النجمة ؟ لا شيء على الاطلاق، وبينهم من يراهنون علناً على حملة مشتركة من فصائل مرهف أبو قصرة وجحافل يسرئيل كاتس للقضاء على "الفئة الضالة"، وبلوغ الأعالي فوق جثث أبناء بلدهم، بعدما أن ننتهي الى تلك اللحظة التي وصفتها صحيفة "الاندبندنت" البريطانية ذات يوم بـ"السقوط الأبوكاليبتي في كل نواحي الحياة".
والآن ما هي نظرة البلاط السعودي الى زبائن "أبو عمر" ؟ هؤلاء الذين احترفوا الزحف على ظهورهم من اجل التقاط صورة ضاحكة مع السفير وليد البخاري الذي لا تنقصه النظرة الثاقبة لمعرفة ما يجول في النخاع الشوكي لتلك العناكب البشرية التي تتحكم بمصير بلد كان يفترض أن يبقى لؤلؤة الشرق الأوسط فاذا به يتسكع على أبواب القصور، وعلى أبواب الصناديق ...
الغريب أنهم باقون، وفوق أكتافنا، بعدما تمترسوا وراء طوائفهم. أي مس بهم هو مس بقدس الأقداس. لهذا نشارك مسؤولاً أمنياً سابقاً توجسه من أن يكون الموساد قد استوطن بعض الرؤوس التي في الواجهة السياسية والاعلامية. بالتأكيد الموساد موجود في غرف نوم تلك المخلوقات الهجينة .
الاسرائيليون، بالثقافة الأخطبوطية، يعرفون كيف يتغلغلون وكيف يصلون. لاحظنا ذلك في الولايات المتحدة، وحيث الطبقة العليا من الكرة الأرضية، وقرأنا ما كتب عن تسيبي ليفني، وزيرة الخارجية السابقة والتي عرفت كيف تدخل الى مخدع أكثر من شهريار عربي من اصحاب الألقاب التي تطلق عادة على الذات الالهية. من هنا خشيتنا من أي حرب مقبلة لكوننا نجهل ما يخبئ لنا الاسرائيليون من ويلات هذه المرة. وكنا قد كتبنا أن المقاومة تعمل في ظروف أكثر من أن تكون مستحيلة. بلد مشرع على كل الرياح الصفراء والسوداء، وقوى سياسية جاهزة لتأجير ظهورها حتى للشيطان.
هذا ما يجعل أي اختراق استخباراتي معاد ممكناً بالرغم من كل الطرق الوقائية التي اعتمدت اذا كنا في بلد من دون سقف ومن دون جدران، واذا كانت العهود المتعاقبة قد تعمدت على ابقاء لبنان قصاصات بشرية، وتذروها الأعاصير في كل الجهات ...
لا تظنوا أن لبنان وحده هكذا. أين اغتيل عماد مغنية ومصطفى بدر الدين وحتى سمير القنطار ؟ أي كوميديا سواء تلك حين تعلمون أن ما بين 70 و 80 في المئة من عناصر الأجهزة الأمنية ابان عهد بشار الأسد التحقوا بالأجهزة الأمنية في عهد أحمد الشرع. لا تنزعجوا أيها الاخوة السوريون نحن نعرفكم وأنتم تعرفونا حين كان العشرات من الساسة اللبنانيين ينتظرون تحت الشمس في عنجر من أجل دقائق "تاريخية" مع غازي كتعان أو رستم غزالي. هؤلاء تحولوا الى "سياديين"، وأعداء لدمشق عقب خروج القوات السورية من لبنان.
هذا يحملنا على التذكير بقول الجنرال يهوشواساغي، رئيس الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية أثناء اجتياح عام 1982، "... من يسند رأسه الى صدور هذا النوع من الحلفاء كمن يسند رأسه الى صدور الغانيات"، كما لو أن فضيحة "السنكري" أو "حداد السيارات" لم تظهر أي نوع من الغانيات (أم الغواني ؟) يتصدر المشهد السياسي والاعلامي .
... ثم أيها الصديق الشيخ نعيم قاسم انك تتحدث عن التصدي لاسرائيل حين تكون الخناجر في الخاصرة، وفي الصدر وفي الظهر، بعدما تم اغراق اللبنانيين بذلك المستنقع الطوائفي الذي لا خروج منه، وقد أخذت الهجرة منحى كارثياً ليغدو حلم كل لبناني، باستثناء الأوليغارشيا وأزلامها، هو الانتقال الى مرافئ أخرى والى أرصفة اخرى، حيث يمكن للبناني أن يجد نفسه بعيداً عن الأدغال ...
ما نقله الينا زميل سعودي أن المسؤولين في المملكة قد يطلبون الاستفاضة في التحقيق لا لفلفة القضية في ضوء الضغوط التي تمارس من أكثر من جهة لمنع الكشف عن الخفايا الاشد اثارة، والأشد غرابة، في المسألة، والا كان السقوط المدوي للكثير من تماثيل الملح الذي بنوا تاريخهم السياسية على الرقص بين سراويل أو بين عباءات القناصل على أشكالها ...
المشهد اللبناني في حال انتظار للقاء مارالاغو بين دونالد ترامب وبنيامين نتنياهو الذي يحاول عقد صفقة ما مع الرئيس الأميركي اذ لا يمكن له أن يعود خاوي الوفاض بعدما رفع السقف العسكري الى حدوده القصوى في ما يتعلق بالحرب على لبنان وايران .
في هذا السياق ننقل معلومات موثوقة من مصادر خليجية على تواصل مع طهران من أن قرار القيادة الايرانية هو حرب طويلة المدى مع اسرائيل، لا الرد على الضربات بضربات مماثلة ما قد يشعل المنطقة بأسرها. وهذا ما بات معروفاً لدى البنتاغون، ليبقى القرار بين يدي الرئيس الأميركي الذي يريد PAX TRUMP في المنطقة. من أطرف التعليقات لوكالة بلومبرغ "نتنياهو يريد العودة من ميامي ورأسه على كتفيه" !!.
نبيه البرجي - الديار
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن| شاركنا رأيك في التعليقات | |||
| تابعونا على وسائل التواصل | |||
| Youtube | Google News | ||
|---|---|---|---|