أميركا وإيران تتبادلان الانتقادات في الأمم المتحدة بشأن المحادثات النووية
"داعش" ينشط في الجنوب السوري... تقديرات إسرائيلية "خطيرة" واستثمار إقليمي
نشاط متصاعد لـ"داعش" في سوريا يشي بأن التنظيم يستعيد حركته بعد سنوات من الركود على مستوى الساحة السورية. النشاط متوزّع بين الجنوب السوري والشرق والشمال، وحوله شبهات لجهة الأطراف التي تقف خلف دعم التنظيم، ومرتبط بعمليات حصلت في دمشق استهدفت منطقة المزّة خلال الآونة الأخيرة واتُهم بها لكنه لم يتبناها.
جديد هذا النشاط كان اعتقال الجيش الإسرائيلي سورياً مشتبهاً به جرى تشغيله من قبل التنظيم بهدف تنفيذ عمل ضد القوات الإسرائيلية عثر معه على وسائل قتالية، في بلدة رفيد الواقعة جنوب هضبة الجولان السورية، وهي منطقة ذات موقع استراتيجي تتيح جمع معلومات استخباراتية عن تحركات قوات الجيش الإسرائيلي ومسارات التسلل إلى إسرائيل.
الحادث استجد بعد أسابيع قليلة على انتشار صور من محافظة القنيطرة لجدران كتب عليها عبارات مرتبطة بـ"داعش"، توعّدت بـ"الذبح"، دون تحديد الجهة المستهدفة. موقع "والاه" العبري يقول إن تقديرات الجيش الإسرائيلي تشير إلى أن التنظيم "لم يغادر سوريا، بل بدّل أنماط عمله وأساليب تموضعه، بظل النظام السوري الجديد الذي لم ينجح بعد في بسط سيطرته الكاملة".
عودة لافتة لنشاط التنظيم
نشاط "داعش" عاد إلى الواجهة بعد سقوط نظام بشار الأسد بسبب الفوضى الأمنية التي عمّت والفجوات التي لم تتمكّن السلطات السورية من سدّها، رغم المحاولات الحثيثة والعمليات الموثّقة، وآخرها كان في منطقة داريا في ريف دمشق، إذ أعلنت قوى الأمن الداخلي عن اعتقال خلية تابعة للتنظيم، وقبلها في إدلب وعدد من المحافظات السورية.
ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن ضباط أميركيين وأكراد خلال الصيف أن التنظيم "يدرّب مجنّدين جدداً ويحشد قوات في الصحراء السورية"، فيما قال أيمن جواد التميمي، باحث في منتدى الشرق الأوسط مقرّه فيلادلفيا، للصحيفة الأميركية حينها إن "حرية الحركة الأكبر عبر سوريا ربما سمحت لخلايا داعش بالانتقال إلى أجزاء أخرى من البلاد حيث تنتظر الوقت المناسب".
تقديرات إسرائيلية حول "داعش"
تقديرات الجيش الإسرائيلي تقول إن التنظيم يريد "السيطرة على مناطق تُركت خلال سنوات الحرب السورية ومع فرار قوات الأسد، لا سيما في شرق البلاد وفي البادية السورية، حيث تتيح الطبيعة الجغرافية لعناصره التلطّي والتحرك". ومن الجدير ذكره أن العديد من عناصر "داعش" خرجوا من السجون بعد انهيار نظام الأسد، وعادوا لينشطوا مع التنظيم.
تبدّلت سياسة "داعش" منذ نشوء التحالف الدولي لمواجهته، وبعدما كان يسيطر على مناطق شاسعة في سوريا، صار تواجده عبارة عن خلايا نائمة وعناصر منفردة في العديد من المحافظات تقوم بعمليات تسمّى "الذئاب المنفردة"، والتي تقوم على عنصر أو عدد قليل من العناصر. تخشى إسرائيل من هذا الواقع عند حدودها الشمالية، كون العمليات الانتحارية تشكّل عماد عمليات "الذئاب المنفردة".
وفق الإعلام العبري، فإن نشاط "داعش" المتجدّد يثير قلق المؤسسات الأمنية الإسرائيلية، التي تخشى أن يكون التنظيم بدأ بإرسال عناصر إلى جنوب سوريا لتنفيذ عمليات ضد الجيش الإسرائيلي. لكن في الآن عينه، تقول التقديرات إن "داعش" لم يرسّخ وجوده في جنوب سوريا، وهو في مرحلة "جسّ النبض" وبناء بنية تحتية أولية.
الجيش الإسرائيلي يعتمد على الأمن الاستباقي، وخصوصاً بعد أحداث السابع من أكتوبر. ومن هذا المنطلق، تكشف التقارير أن الجيش الإسرائيلي كثّف مؤخراً نشاطه العسكري والهندسي في الجنوب السوري لفرض سيطرة أمنية على أرض الواقع لتفادي أي خروقات. ويندرج هذا النشاط في سياق عمل إسرائيل لتشييد مناطق أمنية منزوعة السلاح.
الجهة التي تقف خلف "داعش"
من المعروف أن "داعش" فصيل مسلّح يتغذّى على دعم دولي يتقاطع معه ويحاول الاستثمار به. فالواقع الميداني الفوضوي وحده غير كاف لاستنهاض التنظيم، وعودة نشاط "داعش" تستوجب جهة داعمة مادياً وعسكرياً. ولمعرفة الجهة التي تقف خلف التنظيم، وجب رصد تقاطع المصالح في ما يحصل من فوضى أمنية في سوريا عامة وجنوبها بشكل خاص.
في حديث سابق مع "النهار"، رأى الباحث صهيب جوهر أن أطرافاً عديدة "قادرة على الاستثمار" بالتنظيم من قبل استخباراتها. وفي الحالة السورية، فإن الطرف الإقليمي "الخاسر" المتمثّل بإيران "قد يسعى لزعزعة الوضع". ووفق تعبيره، فإن إيران المأزومة "قد تسعى إلى إعادة تحريك التطرّف الإسلامي والجماعات المرتبطة به لضرب الاستقرار إذا لم تستطع حجز مقعد لها على طاولة التسويات".
لا يمكن حسم هوية الجهة التي تقف خلف "داعش" وعودة نشاطه، فأطراف كثيرة تهدف إلى زعزعة الواقع الأمني في سوريا وتريد عودة التطرف لضرب صورة السلطات السورية أمام الولايات المتحدة التي رفعت عنها العقوبات قبل فترة، وبين هذه الأطراف إيران وإسرائيل سوياً اللتان تعارضان حكومة دمشق كل من زاويتها. وتبقى الأنظار على "داعش" وأفقه المستقبلي.
جاد فياض-النهار
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن| شاركنا رأيك في التعليقات | |||
| تابعونا على وسائل التواصل | |||
| Youtube | Google News | ||
|---|---|---|---|