هل الكركم مفيد فعلاً للصحة؟
تُتداول بكثرة الأخبار الإيجابية حول الكركم والحر وتوابل أخرى تعتبر مفيدة للصحة، حتى أنه يحكى أنها قد تساعد على تعزيز جهاز المناعة. لكن هل هذه التوابل تضيف فعلاً مزايا صحية على الأطباق التي نتناولها فتساعد على التخلص من الأمراض؟
ما فوائد التوابل في الغذاء؟
من آلاف السنين، تعتمد الشعوب على التوابل في مكافحة الأمراض، والتي شكلت جزءاً أساسياً من الأنظمة الغذائية لكثيرين، ومنها الحر والزنجبيل والكركم. لكن أخيراً، أصبح هناك مزيد من التوابل التي يتم التسويق لها على أنها تعالج الأمراض، ولو كانت هذه الأقاويل لا تستند إلى دراسات علمية.
-الفلفل الحار: كثر الحديث عن فوائده بفضل مكون أساسي فيه هو الـCapsaicin. حتى أن بعض الدراسات أكد أنه يساعد على إطالة سنوات العيش. وفي دراسة أجريت عام 2019، تبين أن الأشخاص الذين يتناولونه 4 مرات في الأسبوع على الأقل مقارنة بمن لا يتناولونه. وفي دراسة صينية أجريت عام 2015، تبين أن من تناولوا الفلفل الحار كانوا أقل عرضة للوفاة. كما أن من تناولوا الأطعمة الحريفة يومياً أٌقل عرضة للوفاة بنسبة 14 في المئة مقارنة بمن يتناولونه أقل من مرة في الأسبوع. وأظهر معظم الدراسات أن تناوله يقلل من خطر الوفاة، خصوصاً تلك الناتجة من السرطان أو أمراض القلب أو أمراض الجهاز التنفسي. وأظهر بعض الدراسات أنه ينشط عملية الأيض ويزيد معدلات الطاقة التي يحرقها الجسم ويخفض الشهية، إلا أن ذلك لا يعني أنه يجب المبالغة في تناوله. مع ضرورة التوضيح أنه حتى إذا كان مكون ما مفيداً للصحة، فغالباً ما لا يتم استهلاك ما يكفي منه لإحداث فارق فعلي.
-الكركم: في السنوات الأخيرة، بات الكركم يعتبر من التوابل السحرية التي يمكن أن تحقق المعجزات على المستوى الصحي، بسبب مكوناته التي تعالج الالتهابات والتوتر ومشكلات صحية عديدة. على رغم ذلك، تنقص الإثباتات العلمية حول فوائد الكركم. حتى أن بعض الدراسات يؤكد أنه يجب تناول كميات كبرى منه للاستفادة فعلاً. وهذا ينطبق على كل التوابل. لكن بالنسبة إلى بعض الشعوب ومنها الهند، يعتمد الكركم من ضمن العلاجات البديلة لمزاياه الأساسية في معالجة مشكلات صحية عديدة.
لكن المشكلة الاساسية في أن الجسم لا يمتص الكركم بسهولة، وخصوصاً الأمعاء الرفيعة، كما يحصل تغيير في تركيبته عندما يلتقي بروتينات أخرى في الأمعاء. وبالتالي لا يحدث تغييراً مهماً على المستوى الصحة كما يتوقع البعض. ما يوضحه الخبراء أن الكركم قد يكون أكثر فاعلية لدى إضافته إلى شيء آخر. وفيما لا يعتبر استهلاكه بكثرة مضراً بالصحة، لا يُنصح بالاعتماد عليه كعلاج.
تجدر الإشارة إلى أن الدراسات تتناول التوابل وتدرس فوائدها عادةً ضمن الأنظمة الغذائية التي يتم تناولها فيها مع أطعمة أخرى. ففي البلدان المتوسطية مثلاً، يتم تناولها مع الباستا أو الخضر والفاكهة وقد يكون ذلك سبباً لفوائدها التي تظهرها الدراسات.
كما أظهرت إحدى الدراسات أن التوابل مع البرغر تقلل من خطرها على الصحة، إذ يمكن أن تجعل لحم البرغر مسرطناً بمعدلات أقل.
لذلك يمكن القول إن معظم الفوائد التي يجري الحديث عنها ترتبط بما يتم تناوله مع التوابل. فبالنسبة إلى الباحثين، على سبيل المثال يتم تناولها عادةً بدلاً من الملح لمذاقها والنكهات التي تضيفها فتكون بديلاً صحياً. كما يتم تناول الفلفل الحار مع الخضر ما يجعلها مفيدة حكماً. لكن هذا لا يعني أنه يمكن الاعتماد عليها لمكافحة الأمراض.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن| شاركنا رأيك في التعليقات | |||
| تابعونا على وسائل التواصل | |||
| Youtube | Google News | ||
|---|---|---|---|