سأسجل في نهائي المونديال.. نيمار يقدم وعدا مثيرا لجماهير البرازيل
إلى أين يَتَّجِه لبنان؟
ما إن انتهى الاجتماع الثاني للجنة "الميكانيزم" برئاسة السفير سيمون كرم للوفد اللبناني المشارك، وبحضور المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس، حتى سادت أجواء من التفاؤل بين الوفدين اللبناني والإسرائيلي.
ولفت البيان الصادر إثر الاجتماع عن السفارة الأميركية في بيروت إلى "أهمية عودة السكان على جانبي الحدود إلى منازلهم"، مؤكّدًا حرص ممثلي لبنان وإسرائيل على مواصلة الجهود دعمًا للاستقرار والتوصل إلى وقف دائم للأعمال العدائية.
والسؤال الذي يطرح بجدية: ماذا بعد هذا الاجتماع؟ وما هو مسار الأمور الميدانية بين إسرائيل و"حزب الله"؟ لا سيما وأن الجانب الإسرائيلي مستمر بإطلاق التهديدات تجاه لبنان، وآخرها ما ذكرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن سعي الحزب لبناء أنفاق تحت أحياء ضاحية بيروت الجنوبية لإخفاء أصوله المالية والعسكرية.
عن هذا الموضوع، تحدث الصحافي محمد سلام الذي أَوضَحَ أَنَّ هناك التباسا واضحا في لبنان حول تعريف ما يسمى بالميكانيزم، موضحًا أن الميكانيزم ليست لجنة بحد ذاتها، بل آلية تنفيذية تشكل لها لجنة للإشراف على تطبيقها، إلا أن المفهوم اختصر محليًّا وصار التعامل معه كلجنة مباشرة.
وأوضح عبر مِنصّة "بالعربي" أَنَّ مهمة هذه الآلية أو اللجنة هي الإشراف على تنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية بين لبنان وإسرائيل، والذي تم التوصل إليه في 27 تشرين الثاني 2024، أي قبل نحو 10 أيام من سقوط تحالف نظام بشار الأسد - إيران في سوريا، مُشيرًا إلى أَنَّ هذا الاتفاق أبرم في ظل إشراف التحالف الأسدي - الإيراني، وليس في ظل المعادلات السياسية والإقليمية القائمة حالِيًّا، ما يثير تساؤلات حول جدوى تطبيقه في المرحلة الراهنة.
ولفت سلام إلى أن الاتفاق يفترض وجود طرفين ممثلين في اللجنة، إلا أن الواقع يظهر أن إسرائيل ممثلة فيها، في حين أن حزب الله، وهو الطرف الذي خاض المواجهة العسكرية مع إسرائيل، غير ممثل:. وقَالَ إِنَّ الطرف اللبناني المشارك هو الدولة اللبنانية، ما يفتح الباب أمام سؤال أساسي يتجنب كثيرون طرحه أو الإجابة عنه، وهو ما إذا كانت الدولة اللبنانية تمثل فِعلِيًّا حزب الله.
وحول دور اللجنة وآفاق عملها، أكد أنه لا يمكن توقع أي نتائج أو تطورات جديدة قبل الاجتماع المرتقب بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب في نهاية الشهر الحَالِيّ، مُعتَبِرًا أن أي استنتاجات قبل هذا الاجتماع تبقى في إِطَارِ التَكَهُّن.
وتَعليقًا على تقرير صحيفة يديعوت أحرونوت عن أنفاق الحزب تحت الضاحية، أوضح سلام أن إسرائيل، على الرَّغمِ مِن حديثها عن وجود هذه الأنفاق، لا تسعى إلى تفريغها سكانِيًّا كما فعلت في غزة، بل تركز على تفريغ منطقة جنوب لبنان حتى نهر الأولي.
وأشار إلى أن عمليات التفريغ بدأت فعليًّا جنوبًا، وقد تتعمق في حال نُفِّذَ ما يطرح بشأن انسحاب قوات حزب الله إلى شمال نهر الأولي عند مدخل مدينة صيدا.
ورَأَى سلام أن السيناريو الأخطر يَتَمَثَّل في وصول هذا التفريغ إلى نهر الأولي، ما يعني عَمَلِيًّا إبعاد حزب الله المقاتل عن جنوب لبنان، في سياق طموح إسرائيلي وأميركي أوسع لإخراج حزب الله من كامل الأراضي اللبنانية وتجريده من سلاحه. لكنه شدد على أن هذا الطرح يواجه إشكاليتين أساسيتين، الأولى تتعلق بكيفية نزع السلاح والثانية تتعلق بمصير مقاتلي الحزب في حال حَصَل ذلك.
وأشار إلى أن الحديث المتكرر عن استراتيجية دفاعية يعني، بحسب بعض الطروحات، أن يصبح السلاح بإمرة الدولة اللبنانية مع بقاء ملكيته لحزب الله، على أن يوضع مقاتلوه بتصرف الدولة، وهو أمر يفتح الباب أمام تفسيرات عِدَّة ومخاطر جدية، مُحَذِّرًا مِن احتمال تكرار تجربة الحشد الشعبي العراقي داخل لبنان، بما يحمله ذلك من تعزيز للنفوذ الإيراني داخل مؤسسات الدولة، في وقت يشارك فيه حزب الله السياسي في الحكومة ويتخذ قرارات الحرب والسلم.
كَمَا حَذَّرَ سلام من أن وصول مناطق خالية من السلاح حتى نهر الأولي سيضع حزب الله على تماس مباشر مع مناطق جبل لبنان ذات الغالبية المسيحية، الدرزية والسنية، ما ينذر بإشكال داخلي جديد لا علاقة له بإسرائيل ويطرح أسئلة مصيرية حول مصير المقاتلين، السلاح والمنشآت العسكرية.
كَمَا نَبَّهَ إلى ملف بالغ الخطورة لم يُصَار إلى التَطَرُّق إليه بشكل كاف، وهو مصير منطقة البقاع التي تتعرض لضربات إسرائيلية متكررة، إضافة إلى مصير السوريين المرتبطين بنظام الأسد الذين لجأوا إلى لبنان بعد سقوطه، مُقَدِّرًا عددهم بنحو 85 ألف شخص، بينهم نحو 10 آلاف جندي يشكلون 3 ألوية مقاتلة، يقيمون في قواعد ومساكن مؤمنة من قبل حزب الله ومحاطة بأسوار.
وختم سلام بالتساؤل عن دور هؤلاء وما إذا كانت مهمتهم شن هجمات على سوريا الجديدة إِنطِلَاقًا من لبنان، مُحَذِّرًا من أن أي تحرك من هذا النوع قد يستجلب رَدًّا من النظام السوري الجديد المدعوم أميركِيًّا، تُركِيًّا وعَرَبِيًّا، وقد يؤدي إلى ملاحقة هذه المجموعات دَاخِلَ الأراضي اللبنانية، مُعتَبِرًا أَنَّ المشهد بالغ التعقيد والخطورة وأن السؤال الجوهري يبقى: إلى أين يتجه لبنان؟
باسل عيد- "بالعربي"
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن| شاركنا رأيك في التعليقات | |||
| تابعونا على وسائل التواصل | |||
| Youtube | Google News | ||
|---|---|---|---|