بالفيديو: عروس تضطر للجلوس بسبب ثقل الذهب في حفل زفافها الفخم!
لبنان بين الدوامة العسكريّة والدوامة الديبلوماسيّة
هكذا وصف المفكر السياسي الفرنسي ريمون آرون، واضعي الدستور في الولايات المتحدة "ان الله بعث بسبعة أنبياء دفعة واحدة الى أميركا". توماس جيفرسون، الرئيس الثالث والذي شارك في وضعه، قال "لكأنه دبيب الملائكة بين السطور". ولكن كيف لأولئك الأنبياء أن ينتجوا هذا النوع من مصاصي الدماء؟
ها هو لندسي غراهام، كبير الجمهوريين في مجلس الشيوخ، وقد رأينا فيه "الحاخام" الأكبر في تلة الكابيتول يقول، وقد احتفت احدى الشاشات اللبنانية بزهو بقوله "اذا لم يتخلّ حزب الله عن سلاحه، فستتكفل بذلك الطائرات الاسرائيلية والأميركية، اضافة الى الجيش اللبناني". هذا بعدما شكك المعلق العسكري في "هاآرتس" بقدرة الطائرات الاسرائيلية على تدمير الصوامع المفترضة لصواريخ الحزب في الجبال. في هذه الحال، لا بد من القاذفات الأميركية "Bـ 2 SPIRIT "، وبالقنابل الخارقة "جي بي يو ـ 57" لكي تتولى هذه العملية، تماماً مثلما فعلت بالمفاعل النووي الايراني فوردو.
ولكن أن يزج غراهام بالجيش اللبناني في هذه المهمة، فهو المستحيل الذي لا يفقهه سيناتور جنوب كارولينا، الذي لو حقق حلمه في الوصول الى البيت الابيض، لما تردد لحظة في ابادة العرب بالقنابل النووية، من أجل عيني الملياردير اليهودي هوارد لوتنيك، الذي كان وراء قرار دونالد ترامب بضرب المفاعلات الايرانية. ولكن هل يمكن للضربات الجوية انهاء وجود حزب الله على الخارطة اللبنانية؟ كادت الشاشة اياها تقول أن ذلك لا يمكن ان يتحقق، الا بالترحيل الجماعي...
تابعنا كتابات كثيرة حول دونالد ترامب. كبيرة موظفي البيت الأبيض سوزي وايلز رأت فيه "الشخصية الكحولية"، بالرغم من أنه لا يشرب الكحول كلياً. استندت في ذلك الى خبرتها الخاصة مع والدها، اسطورة كرة القدم بات تسوميرال الذي "كانت لديه قناعة بأنه لا يوجد شيء لا يمكن له أن يفعله"، وبأنه "صاحب شخصية قوية تعمل دون أي اعتبار للحدود أو للعوائق". هذا هو أيضاً دونالد ترامب، الذي يبدو أنه اكتفى بكمية الجثث التي كدسها أمامه بنيامين نتياهو، ليكون بمثابة "الماشيح" المخلص للشرق الأوسط. لكن المشكلة أن رئيس الحكومة الاسرائيلية يعتقد انه لا يستطيع البقاء على العرش، الا من خلال الاستمرار في صناعة الدم...
هكذا يستمر القتل اليومي في غزة، بالرغم من تنفيذ المرحلة الأولى من خطة ترامب حول مستقبل القطاع، كل التقارير الديبلوماسية والاستخباراتية التي تصل الى البيت البيضاوي، تؤكد ألاّ مجال البتة لنزع سلاح حزب الله بالقوة، كما أن اي حرب ضد لبنان لن تقتصر تداعياتها على جهة معينة، أو على طائفة معينة، وانما على كل لبنان وعلى كل اللبنانيين. انه البلد الذي يتقاطع فيه، وعلى نحو دراماتيكي، الخراب السياسي والخراب الاقتصادي (والمالي وحتى السوسيولوجي). هذا ما حمل ترامب على ابدال سياسة نزع السلاح بالقوة العسكرية، بسياسة احتواء السلاح بالحنكة الديبلوماسية، وان كان يفضل المفاوضات المفتوحة بين بيروت "تل أبيب"، لا أن يقتصر ذلك على "الميكانزم" بحدودها التقنية، وهذا ما يبتغيه نتنياهو أيضاً.
من أطرف ما نقل عن مسؤول عربي زار لبنان أخيراً، أن نتنياهو الذي لا يترك للرئيس جوزف عون ولو بعض الوقت، لمعالجة مسألة السلاح وفق المقتضيات اللبنانية، لا يترك للرئيس الأميركي ولو بعض الوقت، لمعالجة ملف الشرق الأوسط وفق المصالح الأميركية، لكأن الرجل في سباق مع الدم لا مع الوقت، لتكريس بقائه الابدي على عرش الملك داود، تمثلاً بـ "الماشيح" الذي يفترض ان يشق طريقه نحو ادارة البشرية عبر تلال من الجماجم...
الآن نتنياهو داخل "الميكانزم"، أي داخل القفص الأميركي. ثمة تعليقات في الصحف الاسرائيلية يستشف منها، أن الاشارات التي تصدر عن البيت الأبيض تشي بأن ترامب ضاق ذرعاً بالرجل. لا حباً بالعرب وانما خوفاً على "اسرائيل"، التي من أجلها أوقع عقوبات بحق قضاة في المحكمة الجنائية الدولية (تصوروا...)، لادانتها كلاً من بنيامين نتياهو ووزير دفاعه السابق يؤآف غالانت بجرم تنفيذ أعمال الابادة في غزة...
نتوقف عند مقالة أوري غولدبيرغ، الباحث الاسرائيلي المختص بالشأن الايراني، يشير فيها الى انهيار "اسرائيل" من الداخل، بعدما بات القادة الغربيون على قناعة بأنها باتت عاملاً للفوضى في الشرق الأوسط، "لذا فان الاستراتيجية الأكثر سهولة تتمثل في سحب أدواتها تدريجياً"!...
تعليق مكتب نتنياهو، وكذلك السفارة الأميركية في بيروت على الاجتماع الثاني للميكانزم، يركز أيضا ً على البعد الاقتصادي للمفاوضات، ما يفترض التساؤل عن المنحى الذي تأخذه هذه المفاوضات، مع ادراكنا أننا أمام مفترق وجودي يتحدد فيه المسار التاريخي، والمسار الاستراتيجي لللجمهورية...
أي جمهورية تلك، حين يتحكم بعشرات الساسة فيها بالوجوه الغراء، وبالمواقف السيادية العاصفة، "حداد سيارات" يدعى أبو عمر السنكري، وهو يخدعهم بايصالهم ولو زحفاً على بطونهم الى قصر اليمامة. لا مشكلة في أن يوجد أبو عمر ثان، يجرهم زحفاً على بطونهم الى الهيكل.
هكذا يبقى لبنان بين الدوامة العسكرية والدوامة الديبلوماسية، بانتظار لقاء ميامي بين دونالد ترامب وبنيامين نتيناهو، لنعرف أي صفقة يمكن أن تعقد بين الرجلين، فوق قبورنا أم فوق ظهورنا؟
نبيه البرجي - الديار
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن| شاركنا رأيك في التعليقات | |||
| تابعونا على وسائل التواصل | |||
| Youtube | Google News | ||
|---|---|---|---|