الصحافة

مؤتمر دعم الجيش مرتبط بشمال الليطاني؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

يُنظَر إلى الاجتماع التحضيريّ لمؤتمر دعم الجيش في باريس اليوم بوصفه المعبر الإلزاميّ إلى أكبر دعم للجيش اللبنانيّ منذ عقود، للمرّة الأولى من دون وجود سلاح “الحزب”. ستُحدِّد نتائج هذا الاجتماع بوصلة الأميركيّين والسعوديّين، خصوصاً في مدى “الاستثمار” بالمؤسّسة العسكريّة في ظلّ واقع يفرض نفسه على جميع من في الداخل والخارج: مصير سلاح “الحزب” “المجهول” خارج نطاق بقعة جنوب الليطاني.

في ظلّ توجّه دوليّ لمنح لبنان فرصة دوليّة إلى ما بعد نهاية العام لاستكمال سحب السلاح جنوب الليطاني، تفيد معلومات “أساس” أنّ قائد الجيش العماد رودولف هيكل سيعلن قريباً (لم يُعرف هل يكون الإعلان داخل جلسة مجلس الوزراء أو من خلال بيان صادر عن قيادة الجيش) إنجاز الجيش المرحلة الأولى من خطّة حصر السلاح جنوب الليطاني، لجهة إتمام كلّ مستلزماتها، مع إعلان تعثّر تنفيذ الخطّة على كامل جنوب الليطاني بسبب استمرار الاحتلال الإسرائيليّ للمواقع الحدوديّة الخمسة، تثبيت الجدار العازل والانتهاكات الإسرائيليّة اليوميّة. إلى ذلك سيؤكّد العماد هيكل جهوزيّة الجيش للانتقال إلى المرحلة الثانية من خطّة حصر السلاح، التي ستمتدّ من شمال الليطاني حتّى نهر الأوّلي، من دون التقيّد بمدّة زمنيّة للتنفيذ.

سبق هذا الإعلان طلب القيادة العسكريّة من ممثّلي الدول، من ضمنهم الأميركي والسعوديّ والفرنسيّ، “التحقّق” على الأرض من الأعمال المُنجَزة، التي لا يعيق اكتمالها سوى الاحتلال الإسرائيليّ.

الاستثمار الدّبلوماسيّ

قبل انعقاد لقاء باريس اليوم، والاجتماع الثاني للجنة “الميكانيزم” بحضور المفاوض المدنيّ اللبنانيّ السفير سيمون كرم، أقدَمَ الجيش على عدّة خطوات عملانيّة وميدانيّة، منها استدعاء إعلاميّين ودبلوماسيّين وملحقين عسكريّين من دول العالم، تصبّ في خانة توضيح المشهد جنوباً لجهة التزام الجيش التامّ لتنفيذ المرحلة الأولى من خطّة حصر السلاح، وإظهار التقدّم الميدانيّ على الأرض، في مقابل إمعان إسرائيل في تجاوز كلّ المحرّمات، بما في ذلك تثبيت احتلالها للمواقع الخمسة واستكمال بناء الجدار الإسمنتيّ العازل على الخطّ الأزرق من عيترون حتّى يارون.

لا تزال السلطة السياسيّة، بما في ذلك حليف “الحزب” الأوّل الرئيس نبيه برّي، تستثمر في “المقاومة الدبلوماسيّة” الحلّ الأوحد لها على الطاولة.

لكنّه كان حلّاً مُكلفاً للغاية وَصَل إلى عتبة قيادة الجيش التي شَطبت من قاموسها راهناً عبارة “العدوّ الإسرائيليّ”، ودفع رئيس الجمهوريّة شخصيّاً للتراجع عن سلسلة مواقف سابقة، بالصوت والصورة، كانت تُندّد بـ “لجان مورغان أورتاغوس” للتفاوض مع الجانب الإسرائيليّ، “فنحن لا نحتلّ أراضي إسرائيليّة، وليس لدينا أسرى إسرائيليّون، ولا نعتدي على تل أبيب، فعلى ماذا نتفاوض؟ المطلوب أوّلاً الانسحاب ووقف الاعتداءات وتحرير الأسرى، وبعدها نتفاوض على الترتيبات الأمنيّة وتثبيت الحدود”.

أكثر من ذلك، سقطت محرّمات القيادة السياسيّة والعسكريّة في تفتيش المنازل والممتلكات الخاصّة، وبات الأمر يحصل live على الهواء مباشرة. وثمّة وجهة نظر عسكريّة يُستحقّ التوقّف عندها مفادها أنّ تمركز الجيش أمام “الهدف” الإسرائيليّ وداخله، كما حصل في بلدتَي بيت ليف سابقاً ويانوح أخيراً، مَنَع الإسرائيلي من تنفيذ تهديدات كانت تنتهي سابقاً بتفجير عشرات المنازل، مع إنذار مسبق عبر لجنة “الميكانيزم” أو من دونه.

الأهمّ أنّ الحلّ الدبلوماسيّ لم يُفرمِل آلة القتل الإسرائيليّة، عبر الاغتيالات اليوميّة وتفجير مواقع ومنازل تدّعي إسرائيل أنّها تابعة لـ”الحزب”، وقد وَصَل مشروع التصفيات الجسديّة إلى حدّ قتل عنصر في “حركة أمل” في منطقة سبلين، باستهداف مسيَّرة له، وذلك للمرّة الأولى شمال نهر الأوّلي، وعلى بعد بضعة كيلومترات من مدخل العاصمة بيروت، وهو ما فُسّر بأنّه رسالة سياسيّة مباشرة للرئيس برّي والحكومة معاً.

دُشّن التفاوض السياسيّ مع إسرائيل بتصريح رسميّ للسفير الأميركيّ ميشال عيسى يؤكّد فيه الفصل الإسرائيليّ التامّ بين التفاوض والعمل العسكريّ.

بين جنوب اللّيطاني وشماله

بتأكيد مصادر مطّلعة، “شكّل وفد مجلس الأمن الذي زار بيروت أخيراً، وكانت في عداده المستشارة مورغان أورتاغوس، الانطلاقة الفعليّة للجهد الدوليّ لـ”الاستقصاء” عن توافر مقوّمات إعداد مؤتمر دعم الجيش المتوقّع في الأشهر الأولى من العام المقبل”. يتلاقى ذلك مع مسار من الاتّصالات الدوليّة بين لبنان والخارج لإتمام الدعم العسكريّ الذي من دونه يصعب جدّاً على الجيش تنفيذ خطّة 5 آب كاملة”.

في الوقائع، لا يمكن الحديث عن مؤتمر الدعم على أساس أنّه أصبح في الجيبة اللبنانيّة. إذ يهدف لقاء باريس أكثر إلى الاستماع إلى احتياجات الجيش، وهو ما كان يُفترض أن يَسمَعَه الأميركيّون خلال زيارة قائد الجيش لواشنطن التي تأجّلت من دون تحديد موعد آخر لها بعدُ.

تتحدّث مصادر مطّلعة عن “رفض إسرائيليّ أميركيّ لدعم الجيش على أساس مرحلة جنوب الليطاني فقط”، وأنّ الموافقة النهائيّة تنتظر أداء الجيش شمال الليطاني. مع العلم أنّ أوّل من تحدّث عن “احتواء” السلاح شمال الليطاني هي الحكومة اللبنانيّة التي قَرنت قرارها حصر السلاح جنوب الليطاني وإزالة البنى العسكريّة لـ”الحزب” في نهاية العام، بتطبيق مبدأ احتواء السلاح، في الوقت نفسه، شمال الليطاني، “أي منع نقله واستخدامه”، كما كرّر أكثر من مرّة رئيس الحكومة نوّاف سلام.

يُلاحظ طوال هذه الفترة أنّه لم يصدر أيّ بيان رسميّ عن الجيش يفيد عن نقل سلاح أو ضبط أسلحة شمال الليطاني. وفيما أثير الجدل حول مواقف أطلقها السفير الأميركيّ ميشال عيسى عن “احتواء” السلاح، تؤكّد المعلومات أنّ “الميكانيزم” ستعتمد الآليّة نفسها شمال الليطاني، لكن هذه المرّة في ظلّ تفاوض مدنيّ موازٍ للعمل العسكريّ والميدانيّ.

في هذا السياق، استقبل رئيس الجمهوريّة جوزف عون صباح أمس السفير السابق سيمون كرم، و”زوّده بتوجيهاته قبيل اجتماع لجنة الميكانيزم” غداً، وفق بيان رئاسة الجمهوريّة.

حيال ما أُثير في اليومين الماضيَين عن تطعيم لجنة “الميكانيزم” بسفيرين شيعيّ وسنّيّ، أكّد النائب الياس بوصعب نقلاً عن رئيس الجمهوريّة أمس “عدم وجود مطالبة بإضافة أسماء أخرى إلى اللجنة”، واصفاً الأمر بـ”الكلام الإعلاميّ”.

ملاك عقيل - اساس ميديا

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا