اهتمام دولي غير مسبوق بلبنان..العهد يجاريه رغم عراقيل الحزب

الاهتمام الأميركي بالملف اللبناني يتفاعل. فبعد المواقف النارية للموفد الأميركي توم براك الذي شغل الساحة السياسية، كان كلام لافت لمبعوث الرئيس دونالد ترامب الى الشرق الأوسط مسعد بولس أشار فيه الى ان لبنان على عتبة الدخول في حوار مباشر مع إسرائيل وهذه بداية جيدة وان واشنطن حثته على ذلك وتأمل في ان يتم بأقرب وقت ممكن . وقال : ان محادثات السلام في المنطقة قد تتوسع لتشمل سوريا ولبنان، مشيرا الى ان الأسابيع الأخيرة شهدت نشاطاً دبلوماسياً مكثفاً، وان فريقه متفائل بصمود وقف اطلاق النار في غزة حتى في حال وقوع اشتباكات محدودة واعمال عنف، معتبرا ان المؤشرات الحالية تسمح بالحفاظ على التهدئة ، ما يمهد الطريق لتطبيع أوسع بين إسرائيل وبقية العالم العربي وهذا امر غير مسبوق . لم تطرح أي خطة حظيت بهذا القدر من الدعم من قبل . لذا نؤمن ايمانا راسخا بانها ستصمد . وتابع : قد لا تكون الأمور دائما سلسة . ستكون هناك دائما بعض العقبات والتحديات لكنها ستحل" .

عضو تكتل الجمهورية القوية النائب نزيه متى يقول لـ "المركزية" :ان لبنان يشهد اهتماما دوليا قل نظيره لم يسبق ان عرفه سابقا . هناك جهد حالي من العهد، رئاسة وحكومة، لاستعادة ما خسره لبنان من اهتمام عربي واميركي نتيجة عنتريات حزب الله وتمدده الإقليمي . للأسف الحزب على ما يبدو لم يتعظ من التجارب المريرة التي الحقها بنفسه وبيئته نتيجة تهوره من جهة والتصاقه المميت بإيران ومن النتائج المرة التي جرها على لبنان . لذا نراه اليوم عاد الى ممارسته السابقة موجهاً كتابه المشين بحق الدولة ومؤسساتها الى الرؤساء الثلاثة، معتبرا استعادة قرار حصرية السلاح خطيئة مميتة والتفاوض مع إسرائيل اذلالاً ، متناسياً صك الاستسلام الذي اعطاه لإسرائيل في القرار 1701 . رغم ذلك يكابر اليوم محاولا قطع الطريق على المفاوضات الهادفة الى اخراج البلاد من المأزق الذي ادخلها به بتعريضها يومياً للاستهدافات الإسرائيلية . بح صوتنا ونحن ندعوه الى العودة للوطن لنبنيه سوياً، لكنه مصر على تقديم مصلحة ايران على مصلحة لبنان . طهران تدفعه الى مقاتلة إسرائيل مجددا مستعملة إياه ورقة في مفاوضاتها النووية. بتصرفاته هذه يقدم الذرائع المجانية لتل ابيب لمواصلة حربها المفتوحة على لبنان واخضاعه لمخططاتها الرامية لالزام دول الجوار باتفاقات امنية على غرار ما استحصلت عليه من حماس في غزة . في مفهومها ان الاتفاقات هذه اهم من السلام بل هي المعبر الالزامي له وللتطبيع في ما بعد .

يوسف فارس - المركزية