هل تستدرج إسرائيل حزب الله إلى "المعركة الأخيرة"؟!
بات واضحًا أن تصاعد وتيرة التهديدات الإسرائيلية المعلنة والأميركية المبطنة تجاه لبنان، تجاوزت مسألة مجرد الضغط عليه لنزع سلاح حزب الله ، وأن ما سجل في الأيام القليلة الماضية من استشراس للضربات الإسرائيلية على لبنان قد لا يكون سوى مقدمة لما يمكن أن تحمله المرحلة المقبلة من تطورات ميدانية ربما لا يبقى الجنوب والبقاع وحدهما مسرحًا لها .
فتهديد وزير الحرب الإسرائيلي بما حمله من لهجة وسقف عاليين تجاه الحزب ولبنان، يشي بتصعيد عسكري إسرائيلي قد يخرج عن سياق ما نشهده منذ أشهر ، وربما منذ وقف اطلاق النار.
ولا يمكن في هذا الإطار فهم كلام الموفد الأميركي الى الشرق الأوسط توم باراك خلال منتدى حوار المنامة عن أن آلاف الصواريخ المنتشرة في جنوب لبنان ما زالت تشكل تهديدًا حقيقيًا لإسرائيل وأن إسرائيل قد ترد في لبنان وفقاً للتطورات، وأن على القيادة التقدم أسرع بشأن حصر سلاح حزب الله ، مبررًا استمرار إسرائيل بقصف جنوب لبنان يومياً ببقاء سلاح حزب الله، إلا كمؤشر للمنحى التصعيدي الذي قد ينزلق إليه الوضع الميداني .
لكن ثمة من يعتبر ما يجري من تهويل كلامي حتى ولو أعقبه تصعيد عسكري لا يعدو كونه جزءًا من " عدة الشغل " الأميركية لفرض ما تريده الإدارة الأميركية في نهاية الأمر. وأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يستعجل اتفاقًا بين لبنان وإسرائيل على غرار ما جرى في غزة ، ليكمل حلقة انتصاراته المزعومة للسلام!
ويخشى مراقبون من أن تدفع المراوحة السلبية في الوضع القائم بين لبنان وإسرائيل منذ وقف اطلاق النار الإدارة الأميركية الى محاولة تحريكه على طريقتها، بـ " قبة باط " جديدة لإسرئيل وبالتالي استخدام منسوب أعلى من الضغط العسكري بعدما فشلت بالسياسي، ونكون بالتالي أمام تجدد الحرب على لبنان من أجل فرض اتفاق جديد يقود الى تفاوض غير مباشر او حتى مباشر تتمخض عنه تسوية.
في هذا الوقت ، لا يغادر حزب الله منطقة الحذر كما قراره – الصامد حتى الآن – بالتزامه عدم خرق اتفاق وقف اطلاق النار وتفويض الحكومة اللبنانية "العمل على وقف الإعتداءات وتحرير النقاط المحتلة واستعادة الأسرى" ، لكن يبدو أن حذره لا يزال غير كاف فيما يتعلق بأمن قادته الميدانيين ومقاتليه الذين أصبحت إسرائيل " تتصيدهم " فرادى وجماعات، وبشكل بات يطرح اكثر من علامة استفهام حول قدرة الحزب على حماية خططه العسكرية، فيما هو غير قادر على حماية من يفترض أنه سينفذ هذه الخطط ؟ وفي الإطار نفسه، علمت " المدن" أن معظم القادة والكوادر الميدانيين الذي استهدفتهم إسرائيل مؤخرًا ، وآخرهم في غارة دوحة كفررمان ، هم ممن كُلفوا حديثًا بمهمات ميدانية في "قوات الرضوان"!
ورغم ذلك، فإن الحزب لا يسقط من حساباته عدم اكتفاء الإسرائيلي بالضربات الموضعية للأفراد والمنشآت والمناطق، الى احتمال اقدامه على مغامرة عسكرية برية أو اجتياح باتجاه مجرى الليطاني، لوضع الحزب ومعه الحكومة اللبنانية تحت أمر واقع جديد ، ومحاولة نزع السلاح بالقوة المباشرة، على قاعدة أن العدو الإسرائيلي ربما لا يحتاج لذريعة أو مبرر ليقدم على أي حرب محدودة أو اجتياح ، لكنه يحتاج إلى أن يستدرج الحزب الى " المعركة الأخيرة "!
بينما يعتبر بعض المطلعين على أجواء الحزب أنه يؤجل أي رد أو اشتباك مباشر مع الإسرائيلي ليس لأنه لا يريد حاليًا ، وانما لأنه لا يملك حرية التحرك ولا يتحمل تبعات مثل هذه المعركة على لبنان واللبنانيين ، لأن أي رد من الحزب اذا لم يرْقَ الى رد اعتبار وثأر لإغتيال أمينيه العامين وقادته ومقاتليه، لن يكون سوى مغامرة فاشلة ستكون أقل نتائجها تسريع نزع سلاحه.
ورغم ما قيل ويقال عن امتلاك الحزب لصواريخ متوسطة وبعيدة المدى ، يتحين الفرصة لإطلاقها ، فثمة مؤشر على أن الحزب حتى لو كان فعلا يمتلك هذه الصواريخ، فإنه ليس في موقع القادر على استخدامها أو حتى تحريكها، ليس بسبب الرصد والرقابة الإسرائيلية على تحركاته فحسب، وانما أيضًا لأن قرار الحزب في النهاية إيراني، وهو إذا لم يستخدم هذه الصواريخ بعد الضربات الإسرائيلية على المدن الإيرانية ولا هو استخدمها بعد الضربات القاسية التي تعرّض لها ، فلن يستخدمها الآن ردًا على اعتداءات إسرائيلية باتت شبه يومية، ويدرك الحزب أن الهدف منها هو الضغط من جهة على الدولة اللبنانية للمضي في خطتها نزع السلاح غير الشرعي، ومن جهة ثانية استدراجه الى حرب تكون فيها نهايته عسكريًا.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن| شاركنا رأيك في التعليقات | |||
| تابعونا على وسائل التواصل | |||
| Youtube | Google News | ||
|---|---|---|---|