الصحافة

شكراً فخامة الرئيس… اللبنانيون خلف قراراتك السيادية في التصدّي والتفاوض

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

لم يكن طلب رئيس الجمهورية العماد ​جوزاف عون​ من قائد الجيش العماد رودولف هيكل، التصدّي لأي توغل إسرائيلي في ​جنوب لبنان​، أمراً عابراً. ولا يأتي، من جهة ثانية، اصرار الرئيس عون على التفاوض، لوقف الحرب، من فراغ. كلاهما يتكاملان، وينطلقان من رؤية سيادية، وطنية، كاملة الأوصاف.

اعاد رئيس الجمهورية، الدور الطبيعي، للجيش اللبناني، بأن يكون هو المدافع عن الوطن والمواطن. وهو دور الجيش الطبيعي، الذي يُترجم معادلة: الدولة تحمي لبنان.

في هذا الدور، يشعر كل مواطن لبنان، بالعزّة الوطنية، بأنّ جيشه، كسائر جيوش العالم، قادر على التصدّي، وردع العدوان. كما سيشعر اللبنانيون، بالإنتماء إلى وطن، لا الى مجموعات، تحمي كل واحدة منها مناطقها، بسبب تخلّي الدولة، او عجزها، او عدم وجود قرار سياسي، لأن تكون الدولة هي المسؤولة عن ارضها وسيادتها. وعندما اعطى رئيس الجمهورية توجيهاته لقيادة الجيش، صُنّف قراره بأنّه تاريخي، بسبب الإستسلام، الذي توارثه اللبنانيون، لواقع ساد منذ منتصف القرن الماضي، بأن المكوّنات اللبنانية، تشكّل مقاوماتها، للتصدّي، وان الدولة انكفأت عن تلك المهمة، وسحب القرار السياسي من الجيش تلك المهمة الوطنية.

تستطيع ان تقول الدولة الآن: إنّي اعود، إلى جنوب بلدي، لأحمي ارضي وشعبي، وأعيد دوري كاملاً، في الإعمار، وتولّي مؤسساتي وحدها القرار. هذا ما طالب به الإمام موسى الصدر طويلاً في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي. لكن غياب الدولة وقراراتها، استولد فراغاً، ملأته حركات مقاومة، كان آخرها "حزب الله".

من جهة ثانية، يصرّ رئيس الجمهورية على التفاوض، في سبيل وقف الحرب. وهي الوسيلة الوحيدة حالياً على فرض الآمان في الجنوب اللبناني. لا يوجد وسيلة أخرى بديلة، طالما ان كل الحروب تنتهي، في كل العالم، وعلى كل مراحل التاريخ، بالتفاوض. خصوصاً ان الحرب طالت، وان اللبنانيين يدفعون اثماناً باهظة، في الأرواح والممتلكات، وتتراكم الخسارات يومياً، في دورة الاقتصاد، ومجالات الحياة، في جنوب لبنان. انتهت حرب غزة، بعد تفاوض، قادته مصر، ووصلت فيه إلى قمة شرم الشيخ. وهو ما تمضي به القاهرة حالياً، بشأن جنوب لبنان. فهل ستنجح؟

يدفع رئيس الجمهورية، بإتجاه تفاوض، يستند إلى تجربة الحدود البحرية، وهو ما يستلزم توسيع لجنة "ميكانيزم" وضم خبراء مدنيين، بحسب ما تقتضيه مسارات التفاوض. ولن يفرّط الرئيس عون، بأي عنوان سيادي. فالتفاوض في قاموسه، هو وقف الحرب، والحفاظ على سيادة لبنان كاملة، من دون نقصان. ولذلك، جاء التكامل بين طلبه من الجيش بالتصدّي للاحتلال، ومضيّه في خيار تفاوض الشجعان.

يتعرّف، تدريجياً، اللبنانيون، إلى اهمية خطوات رئيس الجمهورية، بينما يتظهّر، أنّ السهام السياسية التي وُجهت إلى بعبدا، لم تنل من سيد القصر الجمهوري، ولن تغيّر من قناعات الرئيس عون الوطنية، ولا من وقوف اللبنانيين، خلف قراراته السيادية.

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا