الصحافة

شخصيّتا العام ٢٠٢٥: ضَحِكا… فهل نضحك؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

لعلّ اللقطة التي تجمع رئيس الجمهوريّة جوزاف عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري، قبيل القداس الذي ترأسه قداسة البابا لاوون الرابع عشر عند الواجهة البحريّة لبيروت، حيث ظهرا ضاحكين بانسجام، تختصر كثيراً من الكلام الذي قد يُدرج في خانة "شخصيّة العام" التي اعتدنا البحث عنها في نهاية كلّ سنة. 

لم يكن للبنان "شخصيّة عام"، بل اثنتان، جمعهما المشهد الضاحك، وعلى بعد كرسيّين جلس رئيس الحكومة الذي، والله أعلم، ربما كان جزءاً من حوار عون وبري… وضحكتهما.
كان جوزاف عون شخصيّة العام. بلغ الرئاسة من دون تنازلات، لا بل أخذ عليه داعموه أنّه لا يساير. قلّةٌ نيابيّة أيّدته، لكنّ أكثريّة انتخبته. رفع السقف في خطاب القسم، فاصفرّت وجوهٌ وانشرحت أخرى. وبدأ العهد، وكان مختلفاً. رئيسٌ يتحدّث بشكلٍ مباشر. نصف الجمهوريّة اللبنانيّة التقطت صورةً معه، و"سحسح" لضابطٍ من رفاقه، والتزم بوعوده من دون أن يستخدم المغامرة لتحقيقها. يُدرك أنّ معيار نجاح عهده يبدأ بحصريّة السلاح، ولن يتراجع عن ذلك. إلا أنّ يدَيّ الرئيس في نار الضغوطات والحسابات، بينما يضع منتقدوه أيديهم في ماءٍ بارد، على بعد مسافة أشهر من موعد الانتخابات النيابيّة التي يبدو عون أكثر اللبنانيّين حرصاً على إجرائها في موعدها.
من المبكر إطلاق الأحكام على عهد جوزاف عون. ولكن، لا يمكن إنكار أنّ أمراً ما تغيّر. لم نعد نهوى نحو جهنّم، وقد لوّح بناره ساكنٌ سابقٌ في القصر. ربما يؤخذ عليه أنّه يوازن بين فريقَين، أحدهما مسلّح. وربما يؤخذ عليه بعض المواقف، كمثل كلامه الأخير عن الأحزاب. لكنّ الصورة الشاملة تظهر جمالاً تضيع فيه العيوب الصغيرة. يوحي الرجل بالثقة، وهذه ميزة نادرة عند من يعتلون المناصب الرفيعة في هذا البلد الصغير.

شخصيّة عامٍ أخرى. يُجوهر نبيه بري عاماً بعد آخر. رجل الأرانب السياسيّة التي لا تنقرض يدخل من بابٍ عريضٍ كلّما ظننت أنّه خرج الى الحديقة الخلفيّة للحياة السياسيّة. يساجل، ويقفل المجلس، ثمّ يفتحه. يحمل وزيره لواء مشروع قانون، ثمّ يعلن هو رفضه للمشروع. يقول "اقتراع المغتربين أبيقطعش"، فلا يمرّ، ولو مرّت أشهرٌ بلا تشريعٍ ولا من يشرّعون.  
كان نبيه بري في مقدّمة صفوف معارضي وصول جوزاف عون الى الرئاسة، فباتا سمناً على عسلٍ جنوبيّ، يزيدهما التصاقاً موقفهما المتشابه من "الرئيس الثالث".
وها هو بري، بين عامٍ وآخر، يمسك بورقة "قانون الإصلاح المالي"، وبمصير الانتخابات، محتفظاً بورقة "الأخ الأكبر" مفاوضاً باسم "الثنائي" فيوافق على تعيين سيمون كرم بيد ويعتذر عن استقباله بأخرى، واللبيب من أسلوب "الإستيذ" يفهمُ.
وفي العام ٢٠٢٦، يبلغ بري عامه الرابع والثلاثين في رئاسة المجلس، و"الخير لقدّام" كما يبدو، وهو استقبل هذا العام البابا الثالث. سنسجّل الرقم في موسوعة "غينيس".

نختم عاماً بشخصيّتَي عام، ولو أنّ معيار الاختيار مختلف بين الرجلين. ربما جلّ ما نتمنّاه أن يضحك اللبنانيّون كثيراً في ٢٠٢٦، تماماً كما فعل عون وبري في قداس البابا…

داني حداد - mtv

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا