هذا ما سيطرحه ترامب على نتانياهو... فهل يُقنعه؟
في توقيتٍ بالغ الحساسية إقليميا ولبنانيا، انعقدت القمة الخامسة المنتظرة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في فلوريدا، مشكّلة محطة مفصلية في المسار السياسي والأمني في الشرق الأوسط، وتحديدا على الساحة اللبنانية. فالاجتماع الذي جاء مثقلا بالملفات المتفجرة، تقاطعت فيه حسابات الحرب والتهدئة، والردع والتسويات، في لحظة كشف فيها اللاعبون اوراقهم.
فلبنان الغارق في أزماته السياسية والاقتصادية، وجد نفسه مرة جديدة خارج طاولة القرار، لكنه حاضر بقوة على جدول الأعمال الأميركي – "الإسرائيلي"، من زاوية مستقبل قواعد الاشتباك على حدوده وفي الداخل، وما إذا كانت مرحلة "الاحتواء المتبادل" تقترب من نهايتها، بعد أشهر من الرسائل النارية والتوتر العسكري المتدرج، حيث تسعى "تل أبيب" الى إعادة صياغة معادلة الردع شمالًا، مستكملة صورة "الأمن الإسرائيلي" بعد غزة، مستفيدة من التحولات الإقليمية وميل "الادارة الترامبية" إلى "المقاربات الحادة" والصفقات الكبرى، في زمن شعاره "اميركا اولا".
في المقابل، يدرك الرئيس الاميركي أن أي انفجار واسع في لبنان لن يكون معزولا عن غزة، ولا عن إيران، ولا عن الداخل الأميركي وحساباته الانتخابية، ما جعل موقفه مزيجا معقدا من الدعم المطلق "لإسرائيل"، والسعي في الوقت نفسه إلى تجنب حرب إقليمية شاملة قد تخرج عن السيطرة. من هنا، اكتسبت القمة أهميتها الاستثنائية للبنان، ليس فقط بما صدر عنها من مواقف مباشرة، بل بما فتحته من مسارات ضغط غير معلنة، تفاوضية أو تصعيدية مؤجلة. خياران يتقلّص بينهما هامش المناورة اللبناني الرسمي، الغائب أصلًا عن أي تفاوض مباشر، والمكتفي بانتظار نتائج ترسم خارج حدوده.
مصادر لبنانية – اميركية كشفت ان الايام الماضية السابقة للقمة، شهدت اتصالات كثيفة على خط اكثر من دولة عربية واوروبية من جهة، وواشنطن من جهة ثانية، خلصت الى اتفاق على خطوط عريضة، حظيت "بتأييد" جزء من فريق البيت الابيض، تمت مناقشتها مع "الاسرائيلي" الذي لم يبد حماسة لها، على ان يحسم "لقاء الرئيسين" مصيرها.
ووفقا للمصادر، فان ما تم وضعه من تصور، يمنح لبنان فرصة اضافية، تسمح له بالوفاء بالتزاماته الدولية، كاشفة ابرز النقاط: صدور اقرار لبناني رسمي بالتوازي مع بيان من حزب الله، يعلن خلو منطقة جنوب الليطاني من أي سلاح او وجود مسلح، تؤكد عليه لجنة تحقق خاصة، على ان تتحمل الحكومة اللبنانية تبعات أي خرق لاحقا، يقابل ذلك "وقف اسرائيل لعملياتها العسكرية فوق الاراضي اللبنانية"، على ان يعلن مجلس الوزراء اللبناني الانتقال الى تنفيذ المرحلة الثانية من خطة "حصر السلاح"، الممتدة بين نهري الليطاني والاولي، والتي تحتاج الى فترة طويلة نسبيا لتنفيذها، تزامنا مع تأكيد الحكومة في بيان رسمي "استعدادها للسلام".
الا ان المصادر ابدت اعتقادها بان كلام الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم يوم الاحد، اتى كردّ، في ظل رفعه السقف، معيدا التأكيد على اولوية الشروط اللبنانية، متخوفة من ان يفسح ذلك المجال امام فريق الصقور باستعادة المبادرة وفرض ايقاعه، ما يعني منح "تل ابيب" الغطاء اللازم للاستمرار في استراتيجيتها وتصعيدها، مع رفع مستوى الضغوط الاقتصادية والسياسية على بيروت.
هكذا، تحول لبنان في قمة ترامب - نتانياهو من ملف جانبي إلى عنوان مركزي غير معلن، تُقاس على أساسه نيات الحرب وحدود التسويات. حضور ثقيل بلا تمثيل، ومصير يناقش في غرف مغلقة، فيما الداخل اللبناني يترقّب: هل تكون فلوريدا محطة تثبيت للتهدئة... أم مقدمة لمرحلة أكثر خطورة؟
الديار - ميشال نصر
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن| شاركنا رأيك في التعليقات | |||
| تابعونا على وسائل التواصل | |||
| Youtube | Google News | ||
|---|---|---|---|