تأهبا لمواجهة بحرية واسعة.. الصين تتجه لتسليح السفن التجارية بالصواريخ
في خطوة قد تعيد تشكيل التوازن البحري في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، تكشف التقارير أن الصين تختبر تسليح السفن التجارية بالصواريخ، ما يتيح لها الجمع بين القوة النارية الكبيرة والغموض التكتيكي.
يُظهر نموذج سفينة الحاويات "تشونغدا 79" كيف يمكن للهياكل المدنية أن تتحول إلى منصات قتالية بسرعة، مما يخلق تحديات جديدة لكل من تايوان والولايات المتحدة، بحسب صحيفة "آسيا تايمز".
التكتيك الجديد للصين
أفادت صور الأقمار الصناعية ومصادر إعلامية متعددة أن الصين تجري اختبارات على سفن شحن تجارية مسلحة، تتضمن خلايا إطلاق صواريخ عمودية، رادارات مصفوفة طورية، وأنظمة أسلحة قصيرة المدى، بالإضافة إلى إجراءات مضادة إلكترونية.
يُظهر نموذج "تشونغدا 79"، الذي يبلغ طوله 97 متراً، قدرة الصين على تحويل السفن التجارية إلى "سفن ترسانة" معيارية يمكن تجهيزها وإخلاؤها بسرعة، ضمن استراتيجية الاندماج العسكري المدني.
وتسعى الصين من خلال هذه التجربة إلى تعزيز عنصر المفاجأة، إذ يمكن إطلاق الصواريخ من سفينة تبدو عادية بين الحاويات، ما يزيد صعوبة التعرف على المنصات العسكرية التقليدية ويزيد من احتمالات النجاح في الهجوم الأولي على الخصم.
القوة النارية مقابل عدد السفن
رغم أن كل سفينة حاويات مسلحة تحمل حوالي 60 صاروخًا، مقارنة بالمدمرات الصينية من طراز 052D التي تحمل 64 نظام إطلاق عمودي، فإن قوة الصين لا تكمن فقط في عدد الصواريخ، بل في عدد المنصات المحتملة.
يتكون الأسطول التجاري الصيني من نحو 5600 سفينة، إضافة إلى عشرات آلاف سفن الصيد، ما يوفر إمكانية نشر آلاف منصات الإطلاق في البحر.
ويشير خبراء تاريخيون إلى أن التفوق العددي غالبًا ما يكون العامل الحاسم في الحروب البحرية؛ فقد حُسمت معظم الحروب الكبرى عبر التاريخ لصالح الأسطول الأكبر، بغض النظر عن التفوق التكنولوجي الفردي، مما يجعل مفهوم السفن التجارية المسلحة وسيلة لتعظيم القوة النارية وتوسيع الانتشار الجغرافي.
سباق التسلح البحري
تمثل هذه الاستراتيجية تحديًا مباشرًا للولايات المتحدة، التي تمتلك البحرية الأمريكية 296 سفينة حربية فقط، لكنها تهيمن على القوة النارية التقليدية عبر آلاف أنظمة الإطلاق العمودي.
ومع ذلك، تواجه واشنطن قيودًا في سرعة بناء السفن الجديدة وتطوير المنصات المعيارية، مثل مشروع سفن الهجوم السطحية المعيارية (MASC) وفرقاطات FF(X)، والتي تعتمد على التصاميم التجارية لتسريع الإنتاج.
وبالمقابل، تعتمد الصين على الأسطول التجاري الكبير لتعزيز عدد السفن بسرعة وبكلفة أقل، مع قدرة على الانتشار بشكل غير متوقع في المياه الدولية؛ وهذا يعطيها ميزة نسبية في القدرة على شن ضربات مفاجئة متعددة المحاور، ما يعقد خيارات الولايات المتحدة وتايوان في تحديد الأولويات الدفاعية.
تُظهر هذه التحركات أن السباق البحري بين بكين وواشنطن لا يقتصر على بناء سفن حربية تقليدية، بل يشمل استغلال الموارد المدنية كوسيلة لتعظيم القوة، وخلق تهديدات غير متوقعة قد تغير قواعد اللعبة في أي مواجهة محتملة حول تايوان أو في مناطق النفوذ البحري للصين.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن| شاركنا رأيك في التعليقات | |||
| تابعونا على وسائل التواصل | |||
| Youtube | Google News | ||
|---|---|---|---|