الصحافة

واشنطن تلعب ورقة «حزب المودعين» في المكوّنات اللبنانيّة

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

أكثر من جهة تلعب ورقة المودعين:

- الدولة، عفوا السلطة السياسية تريد أن تعفي نفسها من أي مسؤولية، لأنه لا وجود لمفهوم الدولة بالمعنى الحقيقي لا في الماضي ولا في الحاضر.

- المصارف تريد أن تعفي نفسها فتحمّل المودعين مسؤولية خسارة ودائعهم.

- البنك المركزي حائر في أي اتجاه يمضي في التوليف بين القرار السياسي والقرار المالي.

والواقع أنه في أي بلد من بلدان العالم، يتحمّل أي بنك تجاري مسؤولية سياسته المالية الخاطئة، فتكون الخسارة عليه لا على المودع إلا في لبنان. فالسلطة الفعلية هي للمصارف التي تضم في عضوية مجالس إدارتها، كل مستويات السلطة السياسية، إذ أن هناك تداخلا بين هذه المصارف وهذه السلطة، وهذا ما لا يشهده أي بلد متحضر.

ولكن ما لا تدركه هذه المصارف وهذه السلطة، أن «حزب المودعين» هو أكبر «حزب وطني» في لبنان، أي انه موجود بقوة في كل المكوّنات اللبنانية وفي كل الأطياف. كما يشمل من يعملون في القطاع العام وفي القطاع الخاص، من مدراء عامين وقضاة وموظفين تابعين للطبقة الوسطى، وضباط عسكريين ومحامين ومستثمرين متوسطي الحال، أو صناعيين صغار وكبار، صادرت البنوك أرزاقهم عبر الحجز والحجز التنفيذي، من دون أي حماية من جانب السلطة والقضاء في الفترة السابقة.

وهكذا فإن ورقة «حزب المودعين» ستكون هي الأقوى، في الضغوط التي ستمارسها واشنطن في المستقبل القريب، أي أنها ستلعب هذه الورقة تحديدا حتى تكون حاضرة في كل المكوّنات اللبنانية وفاعلة فيها، وتعطي أفضل الخيارات الممكنة للمودعين، قياسا على ما تفكر به السلطة السياسية أو أصحاب المصارف، وحتى البنك المركزي.

لن تترك واشنطن الحرية للسلطة السياسية ولا للبنوك اللبنانية ولا لصندوق النقد الدولي ولا للبنك الدولي، بأن يخرجوا بحل على حساب المودعين. وهذا ليس من «قبيل التحليل»، وإنما من قبيل المعلومات التي تجمعها الديبلوماسية الأميركية الناشطة، ومعها السفارة الأميركية في بيروت وأجهزة الأمن الأميركية، والتي تتحرى عن مصادر الثروات سواء لأصحاب البنوك، أو للأثرياء على اختلاف هوياتهم ومشاربهم وطوائفهم.

واشنطن تعرف من هرّب أمواله وأين يودعها، كما ترصد المافيات على اختلافها. والسؤال هل هذا من قبيل الصدفة؟ وهل من قبيل الصدفة أيضا أن يربط ولي العهد السعودي سمو الأمير محمد بن سلمان، بين إعادة الإعمار والإستثمار في لبنان، وبين مواجهة الفساد والمافيات؟ أليس محمد بن سلمان هو الشريك الأساسي المعتمد عربيا للرئيس ترامب؟ وهذه الشراكة ستعرف ترجمتها اللبنانية في المستقبل القريب، في سياق تنفيذ مراحل الخطة العسكرية للجيش اللبناني في حصرية السلاح، سيّما وأن المملكة العربية السعودية تلتقي وواشنطن على تفعيل دور لبنان في المنطقة، والذي تحوّل إلى دول أخرى تنافس المملكة على النفوذ، وتعيق طموح ولي العهد في إعطاء الأولوية في السلام العادل على أي خيار آخر.

«حزب المودعين» هو الطريق إلى خلاص لبنان، من آفة الفساد والمفسدين والطوائفيين. وعليه أن يستفيد من تجربة «الحراك الشعبي»، الذي اعتبر نفسه أنه البديل عن السلطة السياسية، لأنه توهّم سهولة سقوط النظام الطائفي المتجذر.

و»حزب المودعين» هو المدخل إلى إحياء الطبقة المتوسطة باستعادة ودائعها. وهذا ما تدركه واشنطن أيضا التي تبحث عن إعادة التوازن إلى مجتمع مهزوز وغير مستقر. وكل ذلك يشكّل مدخلا إلى النخب الفكرية والفعاليات الإجتماعية والجمعيات والنقابات، إلى أن تستعيد دورها الضائع. وهذا ما يعمل عليه «اللقاء التشاوري للنخب في كل المحافظات».

عبد الهادي محفوظ - الديار

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا