الملاذ الآمن يتألّق.. لماذا يواصل الذهب والفضة الصعود؟
سجّلت أسعار الذهب مستوى تاريخياً جديداً بتجاوز حدود 4500 دولار للأونصة، في تطور لافت أعاد تسليط الضوء على دور المعادن النفيسة في أوقات عدم اليقين العالمي. هذا الارتفاع جاء خلافاً للتوقعات الفنية التي كانت ترجّح تصحيحاً هابطاً من مستويات 4370 دولاراً، إلا أن المعطيات الأساسية، وعلى رأسها التوترات الجيوسياسية وضعف الدولار الأميركي، دفعت الأسعار إلى مواصلة الصعود
لماذا تجاهل الذهب الإشارات الفنية؟
من منظور التحليل الفني، كانت الأسواق مهيأة لجني أرباح بعد موجة الارتفاعات المتسارعة. غير أن الذهب تاريخياً لا يتحرك وفق العوامل الفنية فقط، بل يتأثر بشدة بالمخاطر السياسية والاقتصادية. ومع تصاعد حالة عدم اليقين، تراجعت أهمية المؤشرات الفنية أمام تدفّق الطلب على الذهب كملاذ آمن، ما أبقى الاتجاه الصاعد مسيطراً على حركة الأسعار.
ما دور التوترات الجيوسياسية في دعم الأسعار؟
برزت التوترات بين الولايات المتحدة وفنزويلا كعامل محفّز للأسواق، خصوصاً بعد احتجاز ناقلات نفط فنزويلية في المياه الدولية. هذه التطورات زادت من المخاوف المرتبطة بأمن الطاقة والاستقرار السياسي، ما دفع المستثمرين إلى التحوّط عبر الأصول الآمنة، وعلى رأسها الذهب والفضة، في ظل هشاشة المشهد الجيوسياسي العالمي.
كيف أثّرت تحركات البنوك المركزية على الذهب؟
منذ بداية العام، شهدت الأسواق موجة شراء قوية من البنوك المركزية، التي عززت حيازاتها من الذهب ضمن استراتيجيات تنويع الاحتياطيات وتقليل الاعتماد على الدولار الأميركي. هذا الطلب المؤسسي لعب دوراً محورياً في دعم الأسعار، وساهم في دفع الذهب إلى تسجيل ارتفاع بنحو 70% منذ مطلع السنة، ليتم تداوله حالياً قرب مستوى 4500 دولار للأونصة.
لماذا تتحرك الفضة بوتيرة أسرع؟
لم تقتصر موجة الصعود على الذهب فقط، إذ شهدت الفضة ارتفاعاً لافتاً من مستويات تقارب 50 دولاراً لتتجاوز 77 دولاراً. وتتميز الفضة بكونها تجمع بين صفة الملاذ الآمن والاستخدامات الصناعية، ما يجعلها أكثر تقلباً مقارنة بالذهب. وفي حال استمرار الزخم الإيجابي، تترقب الأسواق مستويات قياسية للأونصة.
ما علاقة ضعف الدولار الأميركي بصعود المعادن؟
شكّل تراجع مؤشر الدولار الأميركي (DXY) إلى حدود 97 نقطة عاملاً داعماً إضافياً للمعادن النفيسة، إذ يؤدي ضعف الدولار إلى زيادة جاذبية الذهب والفضة لحاملي العملات الأخرى. كما عززت هذا الاتجاه، التوقعات المتزايدة بخفض أسعار الفائدة من الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، نظراً الى العلاقة العكسية بين أسعار الفائدة وأسعار الذهب.
هل يستمر الصعود أم نقترب من تصحيح؟
رغم المشهد الإيجابي، يحذّر بعض المحللين من احتمال حدوث تصحيحات قصيرة المدى، خصوصاً مع نهاية العام وتراجع السيولة في الأسواق. إلا أن الاتجاه العام يبقى مدعوماً بعوامل أساسية قوية، ما يجعل أي تراجعات محتملة أقرب إلى فرص لإعادة التموضع.
ما هي الاستراتيجية الأنسب للمستثمرين؟
في ظل هذا الواقع، تبقى استراتيجية التنويع وعدم تركيز الاستثمارات في أصل واحد خياراً أساسياً لإدارة المخاطر. فالذهب والفضة قد يواصلان الاستفادة من استمرار المخاوف الاقتصادية والسياسية، لكن التعامل بحذر مع التقلبات يظل الأنسب في هذه المرحلة.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن| شاركنا رأيك في التعليقات | |||
| تابعونا على وسائل التواصل | |||
| Youtube | Google News | ||
|---|---|---|---|