فضل الله: واجبنا الحفاظ على وطن التعايش
نظّمت جامعة العلوم والآداب اللبنانية ندوةً حوارية تناولت القيم الرسالية والإنسانية المشتركة في سيرتَي السيدة الزهراء والسيدة مريم ، أدارها الدكتور محمد طرّاف، وشارك فيها كلٌّ من العلامة السيد علي فضل الله والأب الدكتور ميشال قنبر، وذلك بحضور رئيس مجلس أمناء الجامعة الدكتور محمد باقر فضل الله، ورئيس الجامعة الدكتور محمد رضا فضل الله، وراعي أبرشية حارة حريك الأب عصام إبراهيم، والمنسّق العام للّقاء الإسلامي–المسيحي الأستاذ ناجي خوري، ورئيس بلدية حارة حريك الأستاذ زياد واكد، إلى جانب عدد من الفاعليات الروحية والدينية والبلدية والاجتماعية، وأعضاء الهيئتين الأكاديمية والإدارية وطلاب الجامعة.
استُهلّ اللقاء، الذي قدّمته ملاك حرقوص، بتلاوة آياتٍ من القرآن الكريم، تلاها النشيد الوطني اللبناني. ثم ألقى العلامة السيد علي فضل الله كلمةً شكر في مستهلّها الجامعة على تنظيم هذا اللقاء، متناولًا قيمة المرأة في الإسلام ودورها الحركي في المجتمع، مشيرًا إلى أنّ "المرأة المؤمنة تؤدي دورًا أساسيًا في مسيرة الإيمان والرسالة، وقد شكّلت في مراحل عدّة نموذجًا إيمانيًا مشرقًا، حتى منحتها الرسالات موقعًا كبيرًا، وجعلتها قدوةً في الإيمان للرجال والنساء والمؤمنين على حدّ سواء".
ولفت إلى أنّ "هذا المقام الرفيع لم يكن إلا ثمرة طهارة روحية عميقة، ومعاناة وتضحيات وآلام في سبيل تبليغ الرسالة، والعمل على شرح صدور الناس للإيمان، مستشهدًا بنموذجي السيدة مريم والسيدة فاطمة عليهما السلام".
وأكّد أنّنا "أحوج ما نكون في هذه المرحلة الصعبة والمعقّدة إلى مثل هذه اللقاءات التي توحّد وتسلّط الضوء على المشتركات الإيمانية والأخلاقية والرسالية، بما يسهّل مسار الحوار الذي نريده سمةً لهذه المرحلة ولكلّ المراحل المقبلة".
وأضاف :"أنّ الحفاظ على هذا الوطن واجب وطني وأخلاقي، كونه يشكّل نموذجًا حيًا لقدرة الأديان على التلاقي والتعايش والشراكة"، معتبرًا أنّ "هذا اللقاء رسالة إيجابية وصورة مشرقة عن لبنان مشيدا بزيارة البابا، التي حرصت على أن تكون جامعةً لكلّ الطوائف"، داعيًا إلى تحويل هذا النهج الانفتاحي الإنساني إلى مسار عملي على أرض الواقع، لا أن يبقى في الإطار الشكلي، ولا سيما في ظلّ محاولات بعض الجهات توسيع دوائر التوتّر والخلاف، واختلاق الهواجس والمخاوف بين مكوّنات الوطن الواحد".
وتابع :"أنّ هذا اللقاء يهدف إلى التأكيد على أنّ ما يجمعنا أكثر بكثير مما يفرّقنا، محذّرًا من الضخّ الإعلامي والترويج لأفكار تُفقد الإنسان قدرته على اتخاذ القرارات الصحيحة، وتسلبه إرادته وهويته، داعيًا إلى عدم التحوّل إلى صدى للواقع السلبي، ومشدّدًا على أنّ الحوار هو السبيل الأنجع لإزالة المتاريس والحواجز وبناء الثقة".
وأشار في ختام كلمته إلى "أهميّة التلاقي والحوار بين أبناء الوطن الواحد، وضرورة استلهام القيم الرسالية التي جسّدتها القدوتان الزهراء ومريم، ولا سيما الصمود في وجه التحدّيات، وعدم الاستسلام، والإصرار على التعبير عن الرأي"، داعيًا الطلاب إلى "استلهام هذه القيم في مسيرتهم نحو التميّز والإبداع والابتكار."
من جهته، تحدّث الأب الدكتور ميشال قنبر عن أهمية استلهام القيم الرسالية في سيرتَي السيّدتين مريم والزهراء، مقدّمًا إضاءات على سيرة السيدة مريم وتميّزها في حضورها المجتمعي، وتحملها للمسؤولية، وتجاوزها للصعاب، داعيًا الطلاب إلى "الانطلاق من هذه القيم في مسيرة التميّز والابتكار، والعمل على ترسيخ ثقافة التلاقي والحوار الدائم، انطلاقًا من الصرح الجامعي إلى مختلف أرجاء الوطن".
وفي الختام، قدّم العلامة السيد علي فضل الله، ورئيس الجامعة، ورئيس مجلس الأمناء لوحةً فنية تذكارية عربون شكرٍ وتقدير للأب الدكتور ميشال قنبر.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن| شاركنا رأيك في التعليقات | |||
| تابعونا على وسائل التواصل | |||
| Youtube | Google News | ||
|---|---|---|---|