الصحافة

أبو عمر يفضحهم: سياسيّون كبار وقعوا في فخ حدّاد من وادي خالد

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

تسارع التطورات في قضية «الأمير السعودي الوهمي» المعروف باسم أبو عمر، بعد أن كشفت تقارير صحافية متقاطعة خيوطًا واسعة لعملية تضليل امتدّت سنوات، وتورّط فيها سياسيون، ورجال دين، وصحافيون، ورجال أعمال، تعاملوا جميعًا مع شخصية تبيّن لاحقًا أنها وهمية بالكامل.

القصة، بحسب ما تجمعه المصادر الإعلامية، تخطت مسألة الاحتيال، لتصبح قناة نفوذ مزعومة قادت إلى التأثير في مواقف سياسية وانتخابية، وإلى جمع أموال تحت عناوين متعددة، وإلى استخدام «وهم سعودي» لفتح أبواب داخلية والحصول على امتيازات.

البدايات: الشيخ خلدون عريمط والواجهة الشرعية لـ «الأمير»

وفق تحقيقات صحافية، يظهر اسم الشيخ خلدون عريمط بوضوح عند بداية القضية. فالرجل، بحسب الروايات، كان أول من قدّم «الأمير» لشخصيات سياسية وإعلامية، باعتباره شخصية سعودية رفيعة، على تواصل دائم مع الديوان الملكي.

في هذا السياق، أدّى عريمط وبحسب المصادر دورًا في فتح الأبواب أمام «أبو عمر»، وترتيب لقاءات معه (هاتفية فقط)، وتظهيره كمرجعية سعودية لدى شخصيات لبنانية بارزة، بينها سياسيون ومرشحون للانتخابات.

من هو الأمير الوهمي؟ مصطفى الحسيان… حدّاد سيارات من وادي خالد

بعد سنوات من الاتصالات الغامضة، تكشّف، وفق المصادر الأمنية والإعلامية، أن «أبو عمر» ما هو إلا شخص لبناني يُدعى مصطفى الحسيان، من منطقة وادي خالد - عكار، يعمل في حدادة السيارات.

كان الحسيان، بحسب التحقيقات، يحضر اجتماعات مع الشيخ عريمط ومع شخصيات أخرى، يستمع خلالها إلى النقاشات، ثم يغادر ليتّصل بالأطراف نفسها بلهجة خليجية، متقمّصًا دور «الأمير». وقد أتقن هذا الدور لدرجة أنه أصبح مصدرًا لتوجيهات سياسية وانتخابية لبعض الأطراف، من بينها قيادات وشخصيات سنية ومسيحية.

وتُظهر الروايات الصحافية أن الشبكة لم تكن محدودة، بل شملت أسماء ثقيلة في المشهد اللبناني. ومن أبرز الأسماء التي وردت في سياق التقارير والتحقيقات:

سياسيون ومسؤولون تعاملوا أو تواصلوا مع «الأمير»

فؤاد السنيورة: تشير مصادر سياسية إلى أن رئيس الحكومة السابق تأثر بوجود الأمير المزعوم، خصوصاً عبر الدائرة التي كانت على تواصل مع عريمط.

رضوان السيد: الصحافي المعروف كان من أوائل من تواصل معهم «الأمير»، ووردت روايات حول تلقيه منه «توجيهات» بشأن مقالات معينة.

ميشال فرعون: تقارير عدة تحدثت عن تقديمه مبالغ شهرية (يُقدَّر أنها نحو 4 آلاف دولار) لجهات مرتبطة بالملف.

طارق المرعبي: ورد اسمه في تقارير تشير إلى دور له في أحد العقود التي قيل إنها تمت بتأثير من «الأمير».

محمد شقير (وزير الاتصالات السابق)،

نقولا صحناوي،

أحمد حدارة،

جاد دميان،

نزيه حمد،

سرحان بركات،

وغيرهم ممّن ورد ذكرهم في لائحة طويلة تتقاطع عليها مصادر إعلامية متعددة.

هذه الأسماء ليست جميعها متهمة، بل وردت في سياق تعاطيها، بدرجات مختلفة، مع قناة «الأمير».

وبحسب تقارير، فإن «الأمير الوهمي» أدّى دورًا خطيرًا على مستوى الاستحقاقات الوطنية. فقد أشارت مصادر إلى أنّ بعض النواب تلقّوا اتصالات عشية الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية نواف سلام لرئاسة الحكومة، واعتقدوا أن هذه الاتصالات تعبّر عن موقف سعودي.

اتضح لاحقاً أنها صادرة من «أبو عمر» نفسه.

هذا الجانب، إن ثبت قضائيًا، ينقل القضية من خانة «الاحتيال» إلى خانة التلاعب بالمسار الدستوري اللبناني.

الجانب المالي: عشرات آلاف الدولارات وتسهيلات ومكاسب

تتحدث مصادر إعلامية عن مبالغ مالية دفعت تحت عناوين:

– تبرعات لجمعيات دينية مرتبطة بخلدون عريمط.

– مساعدات اجتماعية.

– رعايات متبادلة.

– منح فُرض أنها ستصل إلى السعودية عبر الأمير.

– التزامات مالية من رجال أعمال راغبين بفتح قنوات مع الرياض.

كما يجري الحديث عن أن محمد عريمط (نجل الشيخ خلدون) حصل مع النائب طارق المرعبي على عقد في مرفأ بيروت في عهد المدير عمر عيتاني، بناء على وعود بأن الدعم السعودي سيكون متوفرًا.

لحظة الانفجار: الهاتف الذي كشف الحقيقة

بحسب مصادر أمنية، بدأت القضية بالانهيار حين كان مصطفى الحسيان جالساً مع أحد الوسطاء، فاتصل أحد الأشخاص بـ«الأمير»، ليفاجأ الجميع بأن الهاتف الذي رنّ هو الهاتف الموجود في جيب الحسيان.

هذه اللحظة كانت الشرارة الأولى التي أدت إلى:

– فتح تحقيق أمني موسّع،

– مداهمة،

– توقيف الحسيان،

– جمع تسجيلات صوتية،

– وتتبع شبكات مالية واتصالات.

دور بهية الحريري والسفارة السعودية

تفيد تقارير صحافية بأن النائبة بهية الحريري لعبت دورًا مهمًا في كشف القضية. فقد تلقّت اتصال تعزية من «الأمير» عبر وسيط، لكن أسلوب التواصل بدا غريبًا عنها. تواصلت مباشرة مع السفير السعودي وليد البخاري، الذي نفى علمه بأي «أمير» بهذا الاسم.

هذا التطور دفع التحقيقات إلى مستوى رسمي وأطلق العشرات من الأسئلة حول الجهات التي كانت تتعامل مع «الأمير» دون أي تحقق.

ردود عريمط ودفاعه

الشيخ خلدون عريمط، الذي يرد اسمه في رأس الملف، نفى عبر تصريحات إعلامية مسؤوليته عن أي عملية احتيال، واعتبر أن ما يتم تداوله «حملة تشويه» تستهدفه. وقال إنه ليس بحاجة إلى «شهادة حسن سلوك»، وإن التحقيقات ستكشف الحقيقة.

لكن المصادر السياسية والإعلامية المتقاطعة تستمر في الإشارة إلى دوره المركزي في تقديم «الأمير» إلى الوسط السياسي، وإدارة اللقاءات، وتمرير الرسائل.

وتجمع التحقيقات الصحافية على أن القضية لم تُسقط «الأمير» وحده، بل أسقطت صورة طبقة سياسية كاملة تعاملت مع رقم هاتف مجهول كأنه مصدر قرار سعودي.

إنها فضيحة تكشف هشاشة النظام، وارتهان بعض القوى لأي غطاء خارجي، وانعدام آليات التحقق، وسهولة تحويل الوهم إلى نفوذ، وتحوّل شخصية من وادي خالد إلى مرجعية سياسية لسنوات.

القضية اليوم في عهدة القضاء، لكن تداعياتها على المشهد السياسي مستمرة، والأسماء التي كُشف ارتباطها بالقناة الوهمية صارت جزءًا من نقاش أكبر حول كيفية إدارة السياسة في لبنان، ومن يوجّه من، وكيف يمكن لبلد بأكمله أن يُخترق عبر هاتف واحد… وشخص بلا أي صفة.

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا