علاقة السعوديّة بحزب الله مُؤجّلة...ابن فرحان يرتاح لبري
لم تفتح السعودية ابوابها بعد امام حزب الله، الذي اعلن امينه العام الشيخ نعيم قاسم قبل اشهر انفتاحه على المملكة، التي زارها في 4 كانون الثاني 2007 مع الوزير السابق محمد فنيش، والتقى الملك عبدالله بن عبد العزيز، وبعد ذلك انقطعت العلاقة بين الطرفين بسبب مشاركة حزب الله في الاحداث بسوريا منذ العام 2013 بعد عامين على اندلاعها، ثم مساهمته اللوجستية في حرب اليمن في العام 2015، التي كانت السعودية طرفا اساسياً فيها ضد الحوثيين او "انصار الله".
وما تسرب عن زيارة قام بها مسؤول العلاقات الخارجية في حزب الله النائب السابق عمار الموسوي الى السعودية لم يكن صحيحاً، واضطرت الوسيلة الاعلامية التي نشرته الى سحبه من التداول. ونفى حزب الله علمه بما ورد في الوسيلة الاعلامية، واكد مصدر في الحزب بانه لم يطرأ اي جديد على العلاقة مع السعودية، منذ اعلان الشيخ قاسم عن الاستعداد لفتح حوار معها، وشجع عليه الرئيس نبيه بري، وتمنى على امين المجلس القومي الايراني علي لاريجاني ان يفتح الموضوع مع المسؤولين السعوديين، وهو ما حصل اثناء زيارته للرياض قبل اشهر، لكن العلاقة لم تتحرك بينهما.
وترى السعودية انه من المبكر الحديث عن عودة العلاقة مع حزب الله، الذي تصنفه "تنظيما ارهابياً"، في قرار اتخذه مجلس الوزراء السعودي برئاسة الملك سلمان في 7 آذار 2016، وبعد اسبوع على قرار "مجلس التعاون الخليجي"، بوضع حزب الله على لائحة "الارهاب"، واتخذت السعودية ودول خليجية اجراءات ضد كل من يتعاون مع حزب الله، وهذا ما ترك اثاراً سلبية على علاقة السعودية بلبنان، وتوترت علاقتها مع الرئيس سعد الحريري، وطلبت منه الاستقالة في 5 تشرين الثاني 2017، لان حزب الله يشارك في حكومته، ولانه دعم وصول مرشح حزب الله العماد ميشال عون الى رئاسة الجمهورية، بتسوية في تشرين الاول 2016.
وبالرغم من تطور العلاقة السعودية ـ الايرانية، بعد اتفاق بكين في كانون الاول 2023، لكنها لم تنعكس على حزب الله في لبنان، او اذرع ايران في المنطقة، وعقد اجتماع ثالث في طهران حضره ممثلون عن ايران والسعودية وبكين هذا الشهر لمتابعة تطبيق الاتفاق، ولم يجر البحث في العلاقة بين حزب الله والسعودية، وفق مصادر اطلعت على اللقاء، مما يؤشر الى ان علاقة السعودية مع حزب الله ليست اولوية في هذه المرحلة.
وتنطلق السعودية في علاقتها مع الاطراف اللبنانية، من نقطة دورها في تعزيز المؤسسات الدستورية، التي عبرها تقوم الرياض بالتعاون معها، وفق مصدر مطلع على العلاقة اللبنانية ـ السعودية، الذي يكشف بان "زمن الوكلاء" ولى عند المملكة التي مرت بهذه التجربة، ولن تكررها، وان بعضاً من سموا انفسهم بانهم يملكون "المفتاح السعودي" في لبنان، تبين انهم لا يمتون بصلة لها، وان سفيرها في لبنان وليد البخاري يمثلها، والامير يزيد بن فرحان مكلف من وزارة الخارجية بمتابعة الملف اللبناني، ولا احد غيره يحدد موقف المملكة من المسائل اللبنانية، التي يعالجها بعيداً عن الاعلام والضوضاء، يقول المصدر الذي يشير الى انه ومنذ عام على انتداب الامير يزيد الى لبنان، حصل انتخاب رئيس للجمهورية العماد جوزاف عون، وتشكلت حكومة برئاسة نواف سلام، وبدأ ينتظم عمل المؤسسات، الا ان هناك مسائل لم تتم معالجتها كاملا، وهي الاصلاح ومحاربة الفساد، فلا مساعدات ولا استثمارات دون حسم هذين البندين الرئيسيين.
فعودة العلاقة بين السعودية وحزب الله مؤجلة الى زمن ليس بقريب، وثمة شروط يجب ان تتوفر لها وفق المصدر، الذي يرى بان علاقة المملكة بالرئيس نبيه بري جيدة جداً، وان الموفد السعودي بن فرحان نسج علاقة ممتازة مع الرئيس بري الذي يرتاح في لقاءاته معه، وهي تمتد الى المكوّن الشيعي الذي تنظر اليه السعودية بارتياح، منذ تعاونت مع رئيس مجلس النواب الراحل حسين الحسيني وتم انجاز اتفاق الطائف، وهذا ما تأمله المملكة في علاقتها الايجابية مع بري، الذي لن يتأخر عن عودة حليفه حزب الله الى نسج علاقة مع السعودية.
كمال ذبيان -الديار
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن| شاركنا رأيك في التعليقات | |||
| تابعونا على وسائل التواصل | |||
| Youtube | Google News | ||
|---|---|---|---|