الصحافة

هل يشهد “الحزب” انقلابًا على قاسم من صفي الدين؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

مع بلوغ العلاقات اللبنانية الإيرانية الرسمية أدنى مستوياتها منذ عقود، على خلفية رفض وزير الخارجية اللبناني يوسف رجي زيارة طهران وعدم اعتماد أوراق تعيين سفير إيراني جديد لدى بيروت، إلى جانب مطالبته الاتحاد الأوروبي بإدراج قضية «الأذرع الإقليمية» ضمن أي مفاوضات مع إيران، تبرز تحركات غير معلنة داخل «حزب الله» تقودها أجنحة متشددة في صفوفه، بالتزامن مع إمساك مثلث إيراني متشدد يضم المرشد الأعلى علي خامنئي، والأمين العام لمجلس الأمن القومي علي لاريجاني، ورئيس مجلس الشورى محمد باقر قاليباف، بمفاصل القرار الإيراني الفعلي، ما يهمّش قدرة حكومة الرئيس مسعود بزشكيان على المناورة في الملفات الخارجية الاستراتيجية، لا سيما تلك المرتبطة بالمفاوضات مع واشنطن.

وكشف مصدر مقرّب من علي لاريجاني لـ«الجريدة» عن اجتماع عُقد مساء أمس الأول، ضمّ لاريجاني، ومستشار خامنئي للشؤون الخارجية علي أكبر ولايتي، وممثلين عن قاليباف، الذي تعذّر عليه الحضور، وذلك في محاولة لرصّ صفوف التيار الأصولي المتشظي.

أوضح المصدر أن الاجتماع تناول ملف المفاوضات النووية مع واشنطن، وتطرّق إلى ما اعتبره المجتمعون «إصرار التيار الإصلاحي على المضي في التفاوض وتقديم تنازلات للجانب الأميركي».

وأضاف أن لاريجاني شدّد على رفض إدراج أي ملفات غير نووية ضمن أي مسار تفاوضي، مؤكداً أن إيران لا ينبغي أن تقبل بما سبق أن وافقت عليه خلال الجولات التفاوضية الخمس التي أُجريت مع واشنطن، والتي توقفت منذ الهجوم الإسرائيلي المفاجئ في يونيو الماضي.

يأتي ذلك في ظل معطيات تفيد بأن الاعتراض الجوهري على التفاوض يصدر عن خامنئي نفسه، الذي يرفض تقديم أي تنازلات من شأنها إحداث تغيير في وجهة إيران أو عقيدتها.

ويبدو أن هذا التباين داخل إيران ينعكس بدوره على «حزب الله» في لبنان، إذ تشير المعطيات إلى أنه، رغم محاولات الأمين العام نعيم قاسم إحكام السيطرة على مفاصل القرار الحزبي ودفع الحزب نحو مقاربات أكثر واقعية، بما في ذلك مقاربة ملف السلاح، فإنه يواجه معارضة من التيار المتشدد داخل الحزب، الذي يرفض أي تنازل ويتمسك بالسلاح وبخيار إعادة بناء القدرات العسكرية.

ويلفت مطّلعون على النقاشات داخل الحزب إلى دلالات استقبال علي أكبر ولايتي، قبل أيام، ممثل «حزب الله» في طهران عبدالله صفي الدين، وما رافقه من تأكيدات على استمرار الدعم العسكري الإيراني للحزب. وعبدالله هو شقيق هاشم صفي الدين، الذي تولّى الأمانة العامة لـ«حزب الله» عقب مقتل حسن نصرالله في غارة إسرائيلية، قبل أن يُقتل هو بدوره بعد أيام. ويُعدّ عبدالله من أكثر المقربين من خامنئي داخل الحزب، إذ يقيم في إيران منذ سنوات في الدائرة السكنية نفسها التي يقيم فيها المرشد.

ويتحدّث هؤلاء عن اللقاء بوصفه تحوّلاً يؤسّس لمرحلة جديدة، قد يلعب فيها صفي الدين دوراً أكبر في المرحلة المقبلة على الصعيد القيادي داخل الحزب، بما في ذلك احتمال تولّيه منصب الأمين العام.

في المقابل، تشير معطيات أخرى إلى أن نعيم قاسم يُجري تعيينات واسعة داخل الجهازين العسكري والأمني في الحزب، في إطار تحركات هيكلية تهدف إلى الإبقاء على زمام القرار بيده، والحفاظ على وضعيته الحالية بوصفه الرجل الأقوى داخل الحزب.

ويشير المطلعون إلى أن قرار السماح للجيش اللبناني بالدخول إلى مواقع الحزب جنوب نهر الليطاني وتدمير مخازن أسلحة، إلى جانب الموافقة الضمنية على توسيع المفاوضات مع إسرائيل، وغيرها من الخطوات، تشكّل مؤشرات على تغييرات جوهرية في موقف «حزب الله» باتجاه مقاربة أكثر وسطية، إلا أن تبلور هذه التحولات وظهورها بصورة واضحة لا يزال يحتاج إلى المزيد من الوقت.

"الجريدة الكويتية"

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا