الصحافة

هجوم تدمر واستهداف أميركيين بعد أيام قليلة من إطلاق إدارة ترامب استراتيجيا جديدة

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

 بعد نحو عشرة أيام من إعلان إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن استراتيجيا جديدة للأمن القومي، اعتبرت أن الولايات المتحدة الأميركية لم تَعُد بحاجة الى إعطاء الأولوية لمنطقة الشرق الأوسط في سياستها الخارجية، وأن الأيام التي كانت فيها تلك المنطقة تحتلّ مركز السياسة الخارجية الأميركية في التخطيط بعيد المدى قد انتهت؛ ليس لأنّ الشرق الأوسط لم يَعُد مُهمّاً، بل لأنه لم يَعُد منبعاً مستمرّاً للاضطراب أو مصدراً للكوارث الوشيكة كما كان في السابق، (بعد نحو عشرة أيام... من كل ذلك)، شهدت الأراضي السورية اضطرابات جوهرية، كان على رأسها تلك التي جرت قرب مدينة تدمر، والتي أدّت الى مقتل أميركيين.

فاستناداً الى ما سبق ذكره، هل انتهى الزمن الذي كان الشرق الأوسط يشكل فيه مصدراً ومنبعاً للاضطرابات والمشاكل؟ وهل يمكن التعامل مع تلك المنطقة بالفعل، على أساس أنها لم تَعُد أولوية؟

 مبالغة كبيرة؟

أمر آخر أيضاً، ورد في استراتيجيا الأمن القومي الأميركي الجديدة، وهي الحديث عن الشرق الأوسط كمكان للشراكة والصداقة والاستثمار الدولي، وللصناعات التي تتجاوز النفط والغاز الى الطاقة النووية، والذكاء الاصطناعي، وتقنيات الدفاع.

وانطلاقاً ممّا سبق أيضاً، هل يمكن اختصار الشرق الأوسط حيث الأديان والإيديولوجيات والأقليات والأعراق... الكثيرة والمُتصارِعَة، (هل يمكن اختصاره) بالطاقة والذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا، أم ان إدارة ترامب بالغت كثيراً في اختزال الواقع الشرق أوسطي بلعبة المصالح والازدهار والاستثمارات والأرباح؟

اختلاط كبير

أشار الوزير السابق فارس بويز الى أن "هناك مشكلة أساسية ضمن هذا الإطار، وهي أن نظرة الرئيس ترامب للسياسة تختلط اختلاطاً كبيراً جداً بموضوع المصالح الاقتصادية، وعلى رأسها الطاقة بكل أنواعها".

وذكّر في حديث لوكالة "أخبار اليوم" بأنه "في أوكرانيا مثلاً، رأينا أن كل همّه كان التوقيع على اتفاق مع الأوكرانيين حول مناجم ومواقع المواد الأولية والنادرة، فيما ترك أوكرانيا بعد ذلك من دون أن يحلّ الموضوع السياسي والعسكري بالسرعة التي كانت مُفتَرَضَة. وبالتالي، اكتفى الرئيس الأميركي بأخذ ما يريده من مصالح اقتصادية هناك. وفي أميركا اللاتينية أيضاً الآن، تُختَصَر مشكلة ترامب بثروة ومخزون فنزويلا من النفط. وهذا ما يهمّه الآن، وهو مُستعدّ لخوض حرب هناك من أجل هذا الموضوع. وفي الشرق الأوسط أيضاً، لعب ترامب تلك اللعبة باتّجاهَيْن، أولهما فرض عقوبات على إيران لمنع تصدير نفطها، وثانيهما تفاهمات مع الدول الخليجية الأخرى حول أسعار وتصدير النفط والشركات الأميركية".

الدولار...

ولفت بويز الى أن "نظرة ترامب للعالم تمرّ منذ البداية بالاقتصاد، الذي يشكل اهتمامه الأول قبل السياسة، فيما منطقة الشرق الأوسط هي في الحقيقة أسيرة لتاريخها القديم، أي تاريخ صراعاتها وعقائدها. فهي مهد للأديان، ومرتبطة بتاريخ تلك الأديان وبصراعاتها في شكل كبير. وهذا تناقُض شديد لا حلول له حتى الساعة".

وأوضح:"الإيديولوجيا والعقائد والأديان في مكان، والمصالح الاقتصادية والعلم الاقتصادي في مكان آخر، بمعظم الأحيان. هذا مع العلم أن كل صراعات العالم بدأت دائماً من مشكل اقتصادي. والصراع الأكبر في العالم الآن يتمحور حول مشكلة اقتصادية، أي حول تنافس تقوم به الولايات المتحدة الأميركية لإبقاء سيطرتها على الاقتصاد العالمي، بموازاة تقدُّم الصين في اتجاه تحقيق الموقع الاقتصادي الأول عالمياً".

وأضاف:"كل المشاكل الحالية مرتبطة أولاً بالدولار الذي يشهد حرباً عالمية عليه، وسط اتفاقات حصلت في الهند من قِبَل دول "بريكس" التي تشكل 60 في المئة من شعوب العالم، تهدف الى الخروج منه (الدولار) كعملة تبادل تجاري عالمي، واستبداله بما يسمى "البارتر" أو المقايضة أو التبادل المباشر، من دون المرور به (الدولار). وهذه مشكلة كبرى، لأن الولايات المتحدة الأميركية لا تتحمّل أن يفقد الدولار سيطرته كعملة أساسية أولى في العالم، وكسلاح سياسي، إذ من خلاله تفرض واشنطن العقوبات وتراقب العالم. وبالتالي، إضعاف الدولار سيُفقدها سيطرتها السياسية أيضاً".

وختم:"نحن الآن وسط حرب على اتفاقَيْن تاريخيَّيْن، الأول هو اتفاق "بريتون وودز"، والثاني هو اتفاق الولايات المتحدة الأميركية والسعودية قبل عقود على جعل الدولار عملة التبادل النفطي في العالم. فهناك محاولات روسية وصينية وحتى هندية ومن جانب دول أخرى أيضاً، للخروج من كل تلك الاتفاقيات. وهذه كلّها صراعات اقتصادية تُنذر بحروب كبرى، لأن كل الحروب العالمية بدأت من تصارُع اقتصادي"

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا