الصحافة

عوامل غير معلنة تستبعد حرباً إسرائيلية على لبنان

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

هل من تصعيد عسكري إسرائيلي فعلا على لبنان قبل نهاية السنة؟

هذا الاعتقاد شائع بعد التحذيرات الأميركية للسلطات اللبنانية، غير أن الحرب لن تكون بهذه البساطة.

يتزايد توقع متابعي الوضع اللبناني أن إسرائيل تعدّ لحرب وشيكة على لبنان بعدما انتهت الحرب على غزة، بينما لا يزال "حزب الله" يرفض نزع سلاحه. وهناك مخاوف حقيقية من الحرب، وبات التساؤل متى تهاجم إسرائيل لبنان؟ فخلال الأسابيع الأخيرة اتخذ الجيش الإسرائيلي خطوات قد تشير إلى أنه في صدد التحضير لتنفيذ عملية عسكرية، وسط تزايد الحديث عن أن الحزب يعيد تسليح نفسه. ووفق إسرائيل والولايات المتحدة، فإن الجيش اللبناني لا يقوم بتفكيك البنية التحتية للحزب في الجنوب. وترفض بيروت الوفاء بالتزاماتها في شمال الليطاني، فتستهدف إسرائيل عناصر الحزب ومخابئ الأسلحة وتقصف لبنان يوميا لأنها تعتبر أن الحكومة والجيش لا يخططان لنزع السلاح بل لاحتوائه.

وتحاول السلطات اللبنانية بلورة حل سياسي تفاوضي ينهي الأزمة، فيما الضرورة تحتم استكمال بسط سلطة الدولة على كامل أراضيها واتخاذ الإجراءات التنفيذية لسحب السلاح من جنوب الليطاني، بوصفه العنصر الأساسي للأزمة. 

توازيا، تتحرك باريس على خط المساعي لخفض التصعيد، وحتى الآن ترفض إسرائيل العرض. ويبدو أن الهدف الإسرائيلي هو إعلان حرب اقتصادية على سكان الجنوب، وفي ذلك رسالة إلى الجنوبيين مفادها أن ثمة ثمنا اقتصاديا يجب دفعه لدعم الحزب ورفضه تسليم سلاحه.

في هذا السياق، تفرض إسرائيل في شكل أو آخر الواقع الذي تريده جنوبا، بدعم تام من الولايات المتحدة. وهي لا تحتاج كما واشنطن إلى صراع جديد غير مضمون النتائج في أفضل الأحوال، ولن يؤدي إلى وضع أفضل لإسرائيل مما تتمتع به اليوم. فهي تسيطر كليا على المجال الجوي في الجنوب وتحظى بدعم أميركي من خلال ما يسمى آلية الإشراف على وقف إطلاق النار "الميكانيزم".
وسيتعزز نفوذها في الجنوب بعدما نجحت مع واشنطن في إنهاء ولاية قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (اليونيفيل) في نهاية 2026، وهو هدف إسرائيلي سيسمح لها بتعزيز سيطرتها على الأراضي اللبنانية المحتلة في غياب الرقابة الدولية.

والواقع أن هناك عدم ميل لدى إسرائيل إلى إطلاق عملية عسكرية جديدة اليوم، لكون جيشها مرهقا بعد سنتين من الحرب، وتقدمه نحو نهر الليطاني يعني التورط في عملية برية كبيرة قد تساهم في إعادة إحياء الحزب والمقاومة، علما أن القصف المدمر لغزة كانت له تداعيات كثيرة لكنه لم يقضِ على "حماس".

من جهة أخرى، ما يوحي بأن الحرب ليست على الأبواب هو موقف الرئيس دونالد ترامب الذي نجح في فرض وقف دائم لإطلاق النار في غزة، وهو على الأرجح لا يريد أن يدير حربا جديدة في المنطقة، بل هدفه تثبيت وقف النار في غزة.

وتعتبر إسرائيل أن الحزب كان يشكل تهديدا فعليا لأمنها في سياق تحالف إقليمي لأذرع إيران الإقليمية. ويبدو مستبعدا أن يكون في إمكان الحزب الصمود في أيّ مواجهة بعد خسارته حليفه النظام السوري السابق والعداء الشديد له في الداخل .
وحتى لو احتفظ الحزب بقدرات صاروخية فلن يتمكن من فرض ردع متبادل مع إسرائيل كما في الماضي. وإن إطلاق أي صاروخ سيتبعه رد إسرائيلي مدمر على لبنان.

يقول الموفد الأميركي توم براك "إذا فشلت بيروت في العمل على نزع السلاح فإن إسرائيل ستواجه الحزب" ربما بتصعيد مدروس، لكنها لا تبدو تحت ضغط كبير لاستئناف الحرب ما دام وقف النار يقدم لها الكثير من المزايا، فيما قدرة الحزب على تهديدها محدودة، وهي مستعدة للتفاوض وتقديم تنازلات كما حدث خلال الاتفاق على ترسيم الحدود البحرية عام 2022، وهذه العوامل لا تضمن عدم نشوب حرب، لكنها تشير إلى أن لا وجود لسبب يدفع إسرائيل إلى شن حرب. ويبقى اهتمامها الأساسي إيران التي تعيد بناء قدراتها، أما الحزب فمسألة يمكن حلها من خلال إضعاف إيران.

سمير تويني -النهار

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا