خلف تمنّع الحزب عن تسليم السلاح...رهان ايراني على تقسيم سوريا
حسمها رئيس الجمهورية جوزاف عون امس بقوله ان لا حل الا بالتفاوض. واستكمل الحسم اليوم بالتأكيد ان هذا خيار وطني جامع. كلام يعني عملياً ان وظيفة السلاح غير الشرعي منتهية الصلاحية استنادا الى قرار الحكومة في 5 آب الماضي، ويبقى ان تُطبق خطة المؤسسة العسكرية بجمعه على كامل الاراضي اللبنانية تمهيداً لحصره بالجهات الشرعية.
بيد أن حزب الله مالك السلاح والمعني اولا وآخراً بمجمل الملف، لا يشاطر رئيس البلاد رأيه، ويصر في كل مناسبة على التذكير برفض تسليم السلاح، فيوزع الادوار بين نوابه وقياداته السياسية في مجال ابلاغ من يعنيهم الامر ان سلاحه لن يُسلَم حتى ان عضو المجلس السياسي للحزب محمود قماطي لم يتوانَ عن الرد على الموقف الرئاسي التفاوضي اذ قال: "ليس أمامنا إلا الصمود والتمسك بالمقاومة والسلاح والتعاون مع الداخل اللبناني بأقصى درجات التعاون، لكي نحمي بلدنا ووطننا، وليس لدينا من خيارات أخرى على الإطلاق". فماذا خلف تعنت الحزب وسياسة انكار الواقع على رغم ما اصابه في حرب تشرين الماضي وما سيصيبه من سوء إن استمر في المواجهة وتحدي الدولة وتحذيرات الدول المهتمة بلبنان؟
في رأي اوساط دبلوماسية مطلعة على الواقع اللبناني وتعقيداته ان حزب الله يرفض الانصياع لقرار الحكومة بتسليم السلاح لأن أمر العمليات الايراني يقضي باحتفاظه به الى ان تحين الساعة. أي ساعة؟ تؤكد الاوساط لـ"المركزية" انها ساعة الرهان الخاطئ على عودة عقارب الساعة الى الوراء او بالأحرى انقلابها، بمعنى ان طهران التي تمر بأسوأ احوالها، وقد اشار الى ذلك الرئيس الايراني مسعود بزشكيان، وابدى قلقه من حدوث انقسام داخلي يؤدي الى تقويض وحدة البلاد، ما زالت تراهن على تقسيم سوريا وفشل الرئيس احمد الشرع في توحيدها، معززة رهانها هذا ببروز بوادر انفصال من خلال مواقف المكونات الدرزية والكردية وتنظيم قسد. فإن انقسمت سوريا الى دويلات سيُفتح الباب امام ايران للعودة الى الساحة السورية وعبرها الى لبنان مع تشريع الحدود، كما في عهد الرئيس السابق بشار الاسد، ويستعيد حزب الله قوته وسطوته بتدفق المساعدات المالية والسلاح الايراني. ومع عودة ايران ينتشر مقاتلو الحزب في سوريا مجدداً، بذريعة محاربة داعش والتهويل بالتطرف السني وخطر انتقاله الى لبنان ما دامت الحدود لم تُرّسم وتُضبط، تماما كما دخلوها سابقاً بذريعة حماية المقامات الدينية من الخطر الارهابي.
قد يصيب الرهان الايراني في ما لو لم تُنظم سوريا اوضاعها في الداخل، لكن ّ الادّق والاكثر قابلية للتحقق استنادا الى منطق الأمور وتطورها انه لن يصيب، خصوصا ان العزم الدولي على كسر حزب الله عسكرياً وتجريده من سلاحه لم يعد مسألة خاضعة للنقاش، فإن لم تنجز الحكومة اللبنانية مهمتها وينفذ الجيش خطته، الخيارات البديلة عسكرياً جاهزة، وصلة الوصل بين ايران ولبنان ستبقى مقطوعة وزمن المماطلة نهايته وشيكة لأن اللعب مع دونالد ترامب ممنوع، تختم الاوساط.
نجوى أبي حيدر - المركزية
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن| شاركنا رأيك في التعليقات | |||
| تابعونا على وسائل التواصل | |||
| Youtube | Google News | ||
|---|---|---|---|