إسرائيل تضغط على "أوراق المحور": هل لبنان على شفا تصعيد؟
تزايدت وتيرة التهديدات الإسرائيلية للبنان واليمن والعراق، فإسرائيل ترى في تحجيم أدوات "المحور" الإقليمي وسيلة لتقليل مخاطر فتح جبهات متزامنة تُضاعف من كلفة أي مواجهة مباشرة مع طهران، بينما تعمل إيران من جهتها على تجميع أوراقها الإقليمية لرفع كلفة أي هجوم كبير عليها، وهذا ما يضع المنطقة برمّتها أمام سيناريوهات عديدة، قد يكون أقلها ضرراً ولكن أكثرها صعوبة النجاح في الوصول إلى اتفاقات كبيرة وشاملة.
السيناريو الأول الذي تبدو له احتمالات تنفيذية عالية في إسرائيل هو استهداف حلفاء طهران أولاً من خلال ضرب قدرات حزب الله في لبنان أو شبكات التوريد والقيادة داخل العراق أو ضرب منشآت مرتبطة بالحوثيين في اليمن، فالمنطق الإسرائيلي هنا يتحدث عن جعل إيران وحيدة في أي مواجهة، أو دفعها للقبول بما يُطرح عليها بحال فقدت أوراق القوة الإقليمية، علماً أن محاولات تفاوضية تجري اليوم بين إيران والولايات المتحدة الأميركية، ولكن الرغبة الإسرائيلية بالوصول للحرب لا للإتفاق تبدو أكبر لأن تجربتها السابقة على إيران لم تحقق الغاية المطلوبة.
عند مقاربة تل ابيب لأي ضربة محتملة على إيران تبرز عدة نقاط، أولها القدرة الإيرانية العسكرية والتي برهنت في حرب الـ12 يوماً انها قادرة على إيلام اسرائيل، تماما كما أثبت النظام الإيراني قدرته على الصمود والبقاء، وثانيها القدرة الإيرانية على الرد عبر الحلفاء والجبهات المتعددة، والذي قد يحول المواجهة إلى حرب إقليمية واسعة، لا يبقى أحد بمنأى عنها، حتى الدول العربية، وثالثها الموقف الدولي الصيني والروسي من هذه المواجهة وكيفية التعاطي معها، لذلك تسعى أميركا ومعها إسرائيل إلى محاولة سحب هذه الأوراق من اليد الإيرانية، وهذا ما يجعل لبنان واليمن وحتى العراق في وضع مقلق، خصوصاً بظل الحديث المتزايد عن الخطر الذي عاد ليمثله حزب الله بالنسبة للإسرائيلي.
بالنسبة إلى لبنان فلا يمكن اعتبار الخطابات الإسرائيلية اليومية مجرد حديث سياسي، لانها تهيّئ الأرضية الداخلية والدولية تمهيداً لأي تصعيد محتمل، ففي الداخل الإسرائيلي عاد الحديث عن خطر حزب الله على المستوطنات الشمالية، وبحسب مصادر مطلعة فإن الإسرائيليين غاصوا بشرح هذا الخطر للمبعوثة الأميركية مورغان اورتاغوس، وقدموا لها شرحاً مفصلاً معززاً بالصور والشهادات والجولات الميدانية لتأكيد عودة خطر الحزب، وبالتالي التمهيد للتحرك الإسرائيلي، بينما عملت تل ابيب دولياً على حشد التأييد لأي تصعيد من خلال أكثر من 1700 شكوى رسمية قدمتها للأمم المتحدة حول ما زعمت انها خروقات لبنانية لاتفاق وقف إطلاق النار، الى جانب الحديث الأميركي عن تقصير الحكومة اللبنانية بمهمة نزع سلاح الحزب.
كذلك عسكرياً كانت المناورات الإسرائيلية الاخيرة على الحدود الشمالية رسالة نارية حول جهوزية الجيش الإسرائيلي للعمل في الساحة اللبنانية، وتُشير المصادر عبر "النشرة" الى أن احتمالات منح الضوء الاخضر الأميركي لإسرائيل باتت مرتفعة، لأن الأميركيين باتوا مستعجلين على تحقيق النتائج، وهم يربطون أكثر من ملف بنهاية العام، وعلى رأس هذه الملفات اللبناني والسوري، رغم أن الجانب اللبناني تقدم بخطوة إيجابية تتعلق بالتفاوض بشرط وقف الإعتداءات الإسرائيلية.
رغم هذه الخطوة التي رد عليها الإسرائيليون بمزيد من التعنت والتهديد ورفع السقف وكيل الإتهامات للبنان بالتقصير، فيما هي تستبيح اتفاق وقف إطلاق النار يومياً، يبدو أن الأميركيين يريدون ما هو أكثر، فهم يريدون السلاح الى جانب التفاوض، فيما الإسرائيلي لا يبدو أنه بوارد التفاوض بل الفرض وشتان بين المسارين، فما يُريده الإسرائيلي لا يمكن الحصول عليه من خلال التفاوض بل من خلال إعلان استسلام لبنان، لكي يُبقي التواجد العسكري في نقاط محددة في الجنوب كما يُريد ان يفعل في سوريا.
بالخلاصة، يتجه الإسرائيلي الى تكثيف الضغوط على لبنان عسكرياً، إلى جانب الضغط الأميركي السياسي والمالي حيث يزور بيروت خلال الأيام المقبلة مسؤول في وزارة الخزانة الأميركية، فالمطلوب حشر الحزب في زاوية ضيقة، فهل نتجه الى التصعيد على كافة المستويات؟.
محمد علوش -النشرة
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن| شاركنا رأيك في التعليقات | |||
| تابعونا على وسائل التواصل | |||
| Youtube | Google News | ||
|---|---|---|---|