اللبنانيون يطالبون بمؤتمرات دعم والعالم يُجيبهم... استيقظوا من نومكم...

في الوقت الذي يؤكد فيه المسؤولون اللبنانيون أنهم يسعون ويعملون ويطالبون بعقد مؤتمرات دعم من أجل لبنان، وإعادة الإعمار، والحاجات الأمنية والعسكرية فيه، تماماً كما لو أنهم يقومون بعمل جبّار، تحدّث الرئيس السوري الموقَّت أحمد الشرع من قلب السعودية عن أن سوريا اختارت أن تكون إعادة الإعمار من خلال الاستثمار، لا المعونات والمساعدات، وهو خطاب واقعي يتماشى مع الوقائع الإقليمية والدولية الجديدة.

استثمار في الأمن
وإذ أكد الشرع أن بلاده تشجّع على الاستثمارات لأنها أكثر راحة للجهات الراغبة في التعامل معها، يُكثر المسؤولون اللبنانيون من الوعود، فيما الغريب بالأكثر هو كيف أن دولاً مثل فرنسا مثلاً، تُجاريهم بالحديث عن مؤتمرات دعم، وذلك رغم علم باريس أولاً، قبل سواها، وانطلاقاً من تجربة مؤتمر "سيدر" بحدّ أدنى، أن لا مجال لإدخال أي "فلس" الى لبنان إلا إذا كان في خدمة استثمارات، ومُترافِقاً مع إصلاحات كثيرة.
فدعم لبنان بكل شيء، وحتى في الملفات الأمنية والعسكرية، لن يكون أكثر من استثمار في إعادة الإعمار، وفي الاقتصاد، وحتى في الأمن اللبناني.

لا مجال للعلاج
أكد مصدر مُطَّلِع أن "لا مجال لتحريك مبالغ مالية خارجية وكبيرة في لبنان مستقبلاً إلا إذا كانت بهدف الاستثمار. والحركة الأجنبية والعربية لدينا، سواء كانت من خلال المبعوثين أو السفراء، ليست باردة الآن بل حيادية بعض الشيء، وهو ما ينسجم مع واقع أن الجميع يقولون للّبنانيين إنه من دون أن تقوموا بواجباتكم الداخلية، لا يمكننا أن نقوم بشيء، ولن نبذل أي مجهود من أجل لبنان".
وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "هناك دولاً كسوريا ترسل إشارات تُفيد بأنها باتت جاهزة للعمل والتغيير. وأما بالمقابل، لدينا نحن لبنان الذي يطالب بمؤتمرات دعم، والذي يُجيبه الجميع بأن طالما أنكم لستُم جاهزين، فنحن مثلكم أيضاً، فابقوا بما أنتم عليه. وهذا هو أقصى الكلام الممكن في الشأن اللبناني حالياً".
وختم:"لا يمكن لأي دولة أن تدفع مالها في مؤتمر دعم للبنان الآن، حتى بالشؤون الأمنية، لأن لا دولة جاهزة للاستثمار بالأمن اللبناني في ظروفه الحالية. فإسرائيل ترسم الوضع الأمني بالطريقة التي تتصرّف بها، وبالعمليات التي تقوم بها. ووسط تلك الظروف، لا يسعنا القول بكل واقعية سوى أننا نسير في لبنان الى حيث لا مجال لأي علاج".

أنطوان الفتى - أخبار اليوم