تصعيد عسكري غير مسبوق يلوح في الأفق... النزوح يطرق الأبواب مجددًا؟!

ليبانون ديبايت"

في ظلّ الخوف من أن يُقدِم العدوّ الإسرائيلي على شنّ هجمات كبيرة قد تؤدي إلى حرب واسعة، استبعد العميد المتقاعد جورج نادر اندلاع حرب كبرى من خلال هجومٍ برّي، معتبرًا أن "العدوّ لن يُقدم على حربٍ برّية، فهو لن يعرّض عناصره للخطر طالما يمكنه تحديد أهدافه بالقصف الجوّي والمسيرات".

وفي حديثٍ إلى "ليبانون ديبايت"، قال نادر: "العدوّ الإسرائيلي همّه تدمير حزب الله بأيّ شكلٍ من الأشكال، حتى إننا بدأنا نسمع تصريحات من قِبل الإسرائيليين تقول إن حزب الله يسيطر على الدولة اللبنانية، وهذا بمثابة ذريعةٍ لتبرير أن الاستهدافات ستكون موجّهة إلى الحزب وإلى الدولة في آنٍ واحد".

وأكّد نادر أنّ "هناك خطورة من تصعيد العمليات العسكرية بشكلٍ غير مسبوق، واستهداف مواقع لم تُضرب منذ تاريخ ما يُسمّى وقف إطلاق النار. وعلى ما يبدو، فإنّ جغرافية الأهداف ستكون مختلفة، فالإسرائيلي أنهى عملياته في غزة وتفرّغ للبنان، ولا أحد قادر على ضبطه، حتى الأميركي".

وعن طلب رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون من قائد الجيش العماد رودولف هيكل التصدّي لأيّ توغّلٍ إسرائيلي، قال نادر: "الإسرائيلي لا يسأل عن دولة ولا عن جيش، وكلام الرئيس عون يمكن وضعه في الإطار المعنوي. نعم، هناك واجب على الجيش بأن يتصدّى لأيّ محاولة توغّل ولو قدّم شهداء، فهذا واجبه الوطني. فلو لم يكن هناك حزب الله، يبقى واجب الجيش الدفاع، ولو سقط مئتا شهيد".

وشدّد نادر على أنّ "المطلوب اليوم هو التصرّف بعقلانية، لأننا لن نتمكّن من ردع إسرائيل إلا بالديبلوماسية التي تطلب شرطًا واحدًا، وهو حصر السلاح بيد الدولة. لكنّ هذا الشرط لم يتحقّق حتى اللحظة". وأضاف: "أنا مع انسحاب الجيش الإسرائيلي من النقاط المحتلّة قبل أيّ نقاش حول مسألة السلاح، إلا أننا اليوم الخاسرون، فالمنتصر هو من يفرض الشروط للأسف".

وعن احتمال تكرار مشهد النزوح نتيجة التصعيد الإسرائيلي، رأى نادر أنّ "هذا السيناريو وارد، وإن شاء الله ما منشوفه، لكنّ المؤشرات تدلّ على ذلك، إذ إنّ الضربات الجوّية ستتصاعد وقد تطال المدنيين لإفراغ المناطق من سكّانها، وهذا ما يريده الإسرائيلي. مشهد النزوح المؤلم والمبكي الذي شهدناه سابقًا قد يتكرّر، وأتمنّى أن أكون مخطئًا".