محليات

"حقائب الكاش" من العراق.. حزب الله يستنفر أدواته لرفد "خزائنه الخاوية"

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

لا يدخر "حزب الله" جهدًا في سبيل رفد خزائنه بالأموال، إذ بات يعتمد عقب الحرب الإسرائيلية الأخيرة والرقابة المشددة على الحزب وإيران، طرقًا جديدة لإدخال الأموال وتهريبها إلى لبنان، فيما انتقل مصدر "حقائب الكاش" من إيران إلى العراق، لتدخل جوا أو عبر الحدود السورية الطويلة.

وتواجه شبكات تمويل "حزب الله" تحديات جدية بسبب الجفاف الاقتصادي، ويرجع ذلك إلى تراجع السيولة، وتوقف خطوط الإمداد، والاعتماد المتزايد على تمويل إيران التي تواجه ضغوطًا، بالإضافة إلى الأعباء المالية الكبيرة التي فرضتها حرب إسرائيل على لبنان وتدمير البنية التحتية.

وتأثرت موارد حزب الله المالية بشدة نتيجة للحرب، خاصةً مع زيادة النفقات المطلوبة لإعادة الإعمار وتعويضات النازحين، وتكاليف العمليات الانتخابية المستقبلية؛ ما يضع الحزب أمام تحديات مالية ضخمة في ظل شح الموارد.  

لكن مصادر لبنانية خاصة أفادت "إرم نيوز" بأن حزب الله استطاع؛ رغم التضييق الكبير، التحايل والالتفاف على هذه التحديات، وعمد إلى إيجاد بدائل عديدة لمصادر الأموال، منها ما هو داخلي ضمن لبنان ومنها ما هو خارجي عابر للحدود والأجواء.  

إلا أن المفاجأة، وفقًا للمصادر أن "حقائب الكاش" الإيرانية التي كانت تصل من إيران إلى حزب الله عبر مطار بيروت أو برا عبر سوريا، والتي جرى تقييد وصولها بُعيد الحرب الإسرائيلية على حزب الله، استُعيض عنها بـ "حقائب كاش" مصدرها العراق، وهي تصل إلى حزب الله في لبنان بأكثر من طريقة وفقًا للمصادر.

"كاش" عبر العراق

الكاتب والمحلل السياسي اللبناني علي حمادة، يوضح في حديث لـ "إرم نيوز" أنه على الرغم من تراجع قدرات حزب الله المالية  بعد الحرب الأخيرة، وانقطاع التواصل عبر الجو من إيران إلى بيروت مباشرة، لكنها لم تختف ولم تتوقف بشكل نهائي، حيث لا تزال إيران قادرة على إيصال مبالغ كبيرة من الأموال الكاش النقدية، "ليس بالضرورة مباشرة من طهران، إنما عبر العراق"وفق قوله.

وأضاف حمادة: نحن نعرف أن الفصائل العراقية المنضوية ضمن الحشد الشعبي والإطار التنسيقي - وهذه عمليا هي الحكومة وهي الدولة في العراق - لديها شبكات مالية ضخمة وقوية، وهي تقوم بإيصال عشرات ملايين الدولارات شهريا عبر الجو من العراق، أو عبر البر من سوريا، مشيرا إلى أنه "بالرغم من أن الوضع السوري يبين أن إيران فقدت المنصة السورية، إلا أن العصابات التي تعمل في التهريب لم تتوقف أعمالها وهي تعمل مع كل الأطراف ولا تتوقف عند تبدل الأنظمة وإنما تكمل عملها".

 وبحسب حمادة، تمارس هذه العصابات عملها أولاً من العراق إلى سوريا، وثانيا من سوريا إلى لبنان وبالعكس، ولذلك نجد أن هناك تهريب أموال وهناك تهريب أسلحة من سوريا نفسها إلى حزب الله .

يقول الكاتب السياسي "بالنسبة إلى الكاش، أصبح العراق هو المصدر الأساسي اليوم، ويتم إدخال الكاش ضمن "حملات الزوار" الذين يذهبون إلى العتبات المقدسة في العراق ويعودون إلى لبنان، وهذه الحملات تتألف من آلاف وأحيانا عشرات الآلاف من المواطنين اللبنانيين الذين يذهبون لزيارة العراق (كربلاء والنجف بشكل خاص)، إضافة إلى زوار عراقيين يأتون بالمئات إلى لبنان لزيارة مدفن أمين عام حزب الله حسن نصر الله."

ذهب من تركيا

وفقا لحمادة، هناك أيضا تهريب من نوع آخر، حيث تنشط عمليات تهريب الذهب عبر تركيا، "وقد تم اعتراض عشرات الكيلو غرامات من الذهب في مطار بيروت".

و تشير التقديرات الأمنية في بيروت إلى أنه يتم اعتراض ناجح واحد لهذه المهربات الذهبية، مقابل أربع مرات لاتنجح فيه عملية الاعتراض. ويتم التهريب عبر استخدام عصابات منظمة إضافة إلى مواطنين عاديين (نساء غالبا) من بيئة حزب الله، يحملون كميات من الذهب المشغول،ليتم معالجتها في لبنان وتحويلها إلى سبائك، إضافة إلى كميات من الأموال التي غالبا ما ينجحون في إدخالها إلى لبنان.

الكاتب السياسي علي حمادة يلفت أيضا لوجود شركات أموال خاصة بحزب الله يتم تدويرها في سوق الكاش اللبناني عبر شركات التحويلات المالية المخالفة والتي تعمل في التحويلات المالية، بعضها شركات أمريكية لديها وكلاء لبنانيين وقد سبق لهذه لبعض الشركات أن عملت أيضا في العراق ونجحت في تبييض مبالغ ضخمة من أجل تمويل ميليشيات في العراق، حسب قوله.

14 مليار دولار.. كاش

تشير المصادر اللبنانية إلى أن حجم الكتلة النقدية داخل لبنان يوازي تقريبا حجم الاقتصاد اللبناني، ويقدر المبلغ ما بين 14 و 15 مليار دولار كاش، في حين أن حجم الاقتصاد اللبناني بكامله لا يتجاوز 22 مليار، ما يعني أن اقتصاد الكاش يبلغ ضعف ونصف تقريبا حجم الاقتصاد الرسمي المصرح به أمام السلطات ومؤسسات الرسمية اللبنانية، فهو غير خاضع للضرائب.

في هذا السياق يلفت الخبير اللبناني إلى أن حزب الله يستفيد أيضًا من عمليات التهريب غير المباشرة لمئات السلع التي تدخل السوق اللبنانية والممولة من الخارج، حيث يتم تسييل جزء أساسي من المبالغ. "نتحدث هنا عن مواد بناء وإلكترونيات بكافة أشكالها (هواتف وكاميرات ومعدات إلكترونية بكميات ضخمة)، مضيفا أن جزءا ما يتم بيعه للسوق السورية .

ويكشف حمادة أن حزب الله دخل أيضًا في سوق استيراد السيارات المستعملة من أوروبا (من بلجيكا وألمانيا تحديدا) وهي عمليا سيارات مضررة بحوادث وبيعت بأرخص الأثمان في الأسواق، لتدخل إلى لبنان ويتم إصلاحها ووضعها في السوق بكلفة بسيطة، ثم بيعها بأسعار مرتفعة وكأنها سيارة سليمة وجديدة. ويقول "هناك مئات السيارات التي يقوم تجار يعملون مع حزب الله بإدخالها وجني الأموال عبرها بهذه الطريقة، وكل العملية تحصل بالكاش". وبالتالي يوضح حمادة "نحن أمام شبكات كبيرة متعددة وهي أشبه بالأخطبوط المالي على كل الأصعدة".

"لوبي عقارات"

يتحدث علي حمادة عن "لوبي مالي" من رجال الأعمال اللبنانيين الذين يعملون لصالح حزب الله "تشكل خلال السنوات العشرين الماضية، بالشراكة مع حركة أمل، وقام هؤلاء بتشييد مئات المباني داخل بيروت، والآن بدؤوا يبيعون العقارات ويقبضون ثمنها بالكاش، حيث يتم تسييل هذه الأموال وتدويرها في السوق اللبناني بهدف تمويل حزب الله.

من جهة أخرى، يشير حمادة إلى عبور عشرات الحقائب من الأموال الكاش القادمة من سوريا خلال الفترة الماضية، وهي خاصة ببعض أركان النظام السوري السابق، وقد تم نقلها وإخفائها في بيروت من أجل تدويرها شيئاً فشيئاً، سواء كان ذلك في سوق الذهب والمجوهرات أو سوق الألماس، في ظل وجود تشابك مصالح بين تجار ألماس لبنانيين وحزب الله، وهؤلاء، كما يقول، يعملون على تهريب أموال من الخارج عبر حجارة ألماس مركبة على حلي، ليتم بيعها في الأسواق اللبنانية بأثمان أبخس، بهدف تسييل الأموال لصالح حزب الله.

أما النشاط الذي كان المورد الأهم لحزب الله، طيلة العقود الماضية من عمره، وهو تهريب المخدرات، فرغم تراجع عمليات تهريبه، فإنه لم يتوقف تمامًا، حيث يستمر الحزب بتهريب المخدرات عبر الحدود السورية، رغم كل المحاولات السورية واللبنانية  لتجفيفها، وفقًا لمصادر سياسية لبنانية وأمنية سورية. 

 

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا