تقرير بريطاني يكشف: عقوبات ترامب تشكل ضربة قوية لبوتين
ذكرت صحيفة "The Telegraph" البريطانية أنه "أخيراً، بدأت الولايات المتحدة وأوروبا تُوليان اهتماماً جدياً لتدهور قطاع النفط الروسي. فيوم الأربعاء، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرض عقوبات أميركية شاملة على شركتي النفط الروسيتين العملاقتين روسنفت ولوك أويل. وفي اليوم التالي، فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على مصفاتين صينيتين تشتريان النفط الروسي، وأدرج شركة ليتاسكو الشرق الأوسط DMCC، ومقرها الإمارات العربية المتحدة، على القائمة السوداء، وهي الشركة التي تمكن شركة لوك أويل من بيع أسطولها الظلي".
وبحسب الصحيفة، "رغم أن روسيا دأبت على التقليل من تأثير العقوبات الغربية والحفاظ على اقتصادها الحربي صامدًا، إلا أن الأمر قد يكون مختلفًا هذه المرة. فخوفًا من عقوبات ثانوية وانهيار تام للمحادثات التجارية مع الولايات المتحدة، اتخذ شركاء موسكو الرئيسيون غير الغربيين إجراءاتٍ صادمة لفك ارتباطهم بصناعة النفط الروسية. ففي غضون ساعات من إعلان ترامب عن العقوبات، علّقت شركات النفط الحكومية الصينية الكبرى مشترياتها من النفط الروسي المنقول بحرًا، وتوقفت مصافي التكرير الحكومية الرئيسية الأربع في الهند عن قبول شحنات شركتي روسنفت ولوك أويل، وأعلنت شركة ريلاينس إندستريز، وهي شركة تكرير خاصة رائدة، أن "إعادة تقييم واردات النفط الروسي جارية". وكما ضغط ترامب على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشأن مشتريات النفط الروسية الشهر الماضي، فمن المحتمل أن تحذو تركيا حذوه".
وتابعت الصحيفة، "تشير المؤشرات الأولية إلى أن هذه الاضطرابات في مشتريات النفط الروسي ستستمر لبعض الوقت، وستُبقي شركات النفط الصينية العملاقة، بتروتشاينا، وسينوبك، وسينوك، وتشنهوا أويل، على تعليقها "على المدى القصير على الأقل". هذا القرار يترك لروسيا ما بين 250 ألف و500 ألف برميل نفط غير مباع يوميًا. وإذا حذت مصافي "أباريق الشاي" الصينية المستقلة حذوها، فسيكون هناك 1.4 مليون برميل إضافية من الواردات البحرية متاحة للاستهلاك. وحذّر مصدر مطلع في قطاع النفط الهندي من "انخفاض حاد" في الواردات من روسيا، وبعد إفشال صفقة شراء 500 ألف برميل يوميًا من شركة روسنفت، تُبرم شركة ريلاينس إندستريز عقودًا جديدة مع موردي نفط من الشرق الأوسط والولايات المتحدة. في الواقع، تُضيّق الديناميكيات الجيوسياسية الحالية الطريق أمام إعفاء روسيا من ضغوط عقوبات النفط".
وأضافت الصحيفة، "ستمنح التهديدات الأميركية بفرض عقوبات ثانوية على البنوك التي تُجري معاملات من شركتي روسنفت ولوك أويل مُستوردي النفط الروسي مجالًا للتريث، كما أن تأجيل القمة الأميركية الروسية في بودابست إلى أجل غير مُسمى يحرم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من فرصة إيجاد مخرج دبلوماسي يُضعف تطبيق هذه العقوبات. رغم هذه الرياح المعاكسة، حافظ الكرملين على موقفه الجريء. فقد ردّ الرئيس السابق دميتري ميدفيديف بتحدٍّ مألوف، قائلاً: "الولايات المتحدة الأميركية عدوّنا، وصانع السلام الثرثار قد سلك الآن طريق الحرب ضد روسيا". ووصف بوتين عقوبات ترامب بأنها "عمل غير ودي"، لكنه أصر على أنها لن تُحدث تأثيرًا كارثيًا على قطاع الطاقة الروسي. ومع مرور الوقت، قد يثبت بوتين صحة كلامه".
وبحسب الصحيفة، "لا تستهدف العقوبات الجديدة النفط المنقول عبر خطوط الأنابيب، والذي يُمثل 900 ألف برميل يوميًا من مشتريات الصين. ويُعدّ قرار شركة سينوبك بإيقاف مشاريع البتروكيماويات الروسية في آذار 2022، ثم استئناف الصفقات التجارية الكاملة مع روسيا، سابقةً إيجابية. عندما فرضت الولايات المتحدة رسومًا جمركية بنسبة 50% على الهند، زادت نيودلهي مشترياتها من النفط الروسي بتحدٍّ، وقد تُغري أي عقبة جديدة في مفاوضات التجارة الأميركية الهندية رئيس الوزراء ناريندرا مودي باختبار عزم ترامب والحفاظ على علاقاته مع روسيا. وحتى لو لم يتحقق السيناريو الأسوأ، فإن ردود الفعل الأولية للصين والهند على عقوبات ترامب تكشف عن حقائق مُقلقة لموسكو. فمنذ غزوها لأوكرانيا في شباط 2022، زعمت روسيا مرارًا وتكرارًا أن "الأغلبية العالمية" تقف إلى جانبها، وأشادت بالزوال الوشيك لهيمنة الدولار الأميركي".
ورأت الصحيفة أن "عقوبات ترامب تكشف أنه عندما يحين وقت الحسم، فإن شركاء روسيا لن يدعموها، وأن الاستبعاد من النظام المالي الذي تقوده الولايات المتحدة يشكل احتمالا مخيفا. وفي الحقيقة، يُعد هذا انتصارًا كبيرًا لرؤية ترامب "أميركا أولًا"، وضربةً قويةً لمساعي روسيا نحو نظام عالمي متعدد الأقطاب. لن يُنهي ترامب وعقوبات الاتحاد الأوروبي النفطية، بمفردهما، الحرب الأوكرانية سريعًا، مع ذلك، سيكشفان عن التراجع الجيوسياسي لروسيا، ويفرضان تكاليف غير متوقعة على عدوان بوتين".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن| شاركنا رأيك في التعليقات | |||
| تابعونا على وسائل التواصل | |||
| Youtube | Google News | ||
|---|---|---|---|