حسم 6% من راتب كلّ معلم لتطبيق التعديلات الجديدة الخاصة بصندوق التعويضات
الخازن: لا تفاوض مع "إسرائيل" قبل انسحابها
مع تنامي التهديدات والتحذيرات الإسرائيلية والدولية للبنان، بات الملف الأمني يحتل الأولوية في الأجندة الداخلية، بحيث يقول الوزير السابق وديع الخازن لـ "الديار"، أنه "يجب قراءة هذه التحذيرات بوعي وموضوعية، فالواقع على الأرض يظهر أن لبنان لن يدخل في مواجهة شاملة مع "إسرائيل"، بل هناك مناوشات محدودة، وتمثّل انتهاكات يومية للسيادة اللبنانية تشمل القصف المتقطِّع للحدود وخرق الأجواء، والإعتداء على الثروات البحرية والبرية، وهذه الممارسات العدوانية تشكّل انتهاكاً صارخاً لكل الأعراف والإتفاقيات الدولية".
ويرى ان "الأحداث الأخيرة تظهر أن "إسرائيل" لم تعد تستطيع التحرّك بحرية، إذ لجمتها الإدارة الأميركية عبر الرئيس دونالد ترامب ونائبه جي دي ڤانس ووزير الخارجية ماركو روبيو، عن أي خطوات أحادية قد تؤدي إلى تصعيد في الضفة الغربية أو غزة أو لبنان، ما يعكس أن واشنطن تفرض رقابة صارمة على كل قرار إسرائيلي له تأثير إقليمي".
وعليه، يضيف أن "القيادة اللبنانية المتمثّلة بالرؤساء الثلاثة، تؤكد على انسحاب "إسرائيل" الكامل من الأراضي اللبنانية المحتلة، ووقف جميع أشكال العدوان اليومي، واحترام الحقوق السيادية للبنان وفق القرارات الدولية، وعودة جميع الأسرى اللبنانيين المحتجزين في "إسرائيل" وإعادة الإعمار، وهذا الموقف يعكس إصرار لبنان على حماية أرضه وشعبه، ويؤكد رفضه التام لأي تهديد يمسّ سيادته الوطنية".
وعما إذا طوى لبنان صفحة التفاوض غير المباشر مع "إسرائيل"، يرى أنه "رغم أهمية المفاوضات غير المباشرة حول الحدود البحرية والبرية، فإن لبنان لم يطوِ هذه الصفحة، لكنه يضع شروطاً صارمة قبل أي انطلاقة لأي مفاوضات، فالرئيس نبيه بري يؤكد دائماً أن أي نقاش أو تفاوض، يجب أن يضمن حقوق لبنان كاملة، وأن يكون تحت إشراف المجلس النيابي وبالتنسيق مع المجتمع الدولي، وكل حديث عن تفاوض مع "إسرائيل" مستحيل قبل انسحابها الكامل من الأراضي اللبنانية المحتلة، ووقف كل أشكال العدوان اليومي، وضمان عودة جميع الأسرى اللبنانيين المحتجزين". ويرى أن "أي خطوة تفاوضية مستقبلية، يجب أن تتم في إطار توافق داخلي كامل بين جميع المكوّنات السياسية اللبنانية، لضمان أن أي اتفاق محتمل يعكس إرادة المجتمع اللبناني بالكامل ويحمي مصالحه الوطنية".
ويشدّد على أن "لبنان لن يقبل بأي تسوية جزئية أو ضغوط إقليمية، ولن يسمح "لإسرائيل" بالإستمرار في السياسات العدوانية والإعتداء على حدوده البرية أو ثرواته البحرية، والمفاوضات المستقبلية يجب أن تكون وفق معايير صارمة، تحمي السيادة اللبنانية وتعيد الحقوق كاملة، بما فيها الأراضي المحتلة والأسرى اللبنانيون، مع ضبط إيقاع المجلس النيابي وتوجيه النقاش نحو قواسم مشتركة وطنية، تحمي لبنان من أي تهديد خارجي".
وعن الإنتخابات النيابية المقبلة، يرى أنها "تمثل محطة أساسية لتأكيد المسار الديمقراطي في لبنان، فرئاسة المجلس النيابي ليست مجرّد موقع للسلطة، بل موقع مسؤولية لضبط عمل المجلس وتوجيه النقاش التشريعي، نحو توافقات تحمي الإستقرار الوطني".
ويردف أما "في ما يخص قانون الإنتخابات، سواء كان مشروعاً حكومياً صادراً عن الحكومة أو اقتراحاً تقدمه كتل نيابية، يجب أن يمرّ عبر حوار نيابي شامل يحقّق توافقاً بين جميع المكوّنات السياسية والطائفية، بما يعكس إرادة الشعب ويضمن استقرار المؤسسات".
وحول اقتراع المغتربين في الإنتشار، يقول لقد "تم التأكيد على حقهم الكامل في التصويت، مع توفير جميع التسهيلات القانونية والتقنية لضمان ممارسة هذا الحق، لأن مشاركتهم تعكس التزام لبنان بضمان تمثيل شامل لكل المواطنين، داخل لبنان وخارجه، وتعزيز دورهم في تقرير مصير بلادهم عبر صناديق الاقتراع في الداخل".
وعن المعنى السياسي لزيارة البابا لاوون الرابع عشر ومعانيها، يعتبر أن "زيارة قداسة البابا لاوون الرابع عشر للبنان ضمن جولاته الأولى، تحمل دلالات دينية وسياسية كبيرة، فلبنان يمثل نموذجاً فريداً للتعايش بين الطوائف والمذاهب، وبلد رسالة يعيش فيه المواطنون معاً على اختلاف دياناتهم ومذاهبهم، بما يعكس قدرة المجتمع اللبناني على الحفاظ على التنوع والهوية الوطنية في آن واحد. والزيارة تهدف إلى تسليط الضوء على لبنان كحاضنة للحوار بين الأديان، وتشجيع المجتمع الدولي على دعمه في مواجهة الأزمات الإقتصادية والسياسية والأمنية، كما تؤكد على قدرة لبنان على نقل رسالة السلام والتعايش والتعددية الدينية إلى المنطقة والعالم، وترسيخ قيم الاحترام المتبادل والعيش المشترك بين جميع اللبنانيين.
أما من الناحية السياسية، يضيف الخازن الرسالة واضحة وهي دعم لبنان في حماية سيادته ومؤسساته، والحفاظ على حقوق جميع مواطنيه، وتعزيز دوره في تحقيق التوازن والإستقرار الإقليمي، وهذه الزيارة تعكس رمزية لبنان كبلد رسالة، قادر على الجمع بين الديني والسياسي والإجتماعي، ومثال للتعايش في الشرق الأوسط، ما يجعله نموذجاً فريداً للعالم في كيفية إدارة التنوّع وتعزيز الإستقرار في منطقة مليئة بالتحديات.
فادي عيد - الديار
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن| شاركنا رأيك في التعليقات | |||
| تابعونا على وسائل التواصل | |||
| Youtube | Google News | ||
|---|---|---|---|