محليات

في منتهى الجدّ.. الأسد في الضاحية!

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

أطلت "نداء الوطن" في عددها الصادر أمس السبت بخبر خاص يفيد بالآتي: "تؤكد معلومات أن متوارين في لبنان من شخصيات أمنية تابعة للنظام السوري السابق، موجودون في الضاحية الجنوبية بحماية "حزب الله"، ولم ينجحوا في الانتقال من لبنان إلى بلدٍ آخر".

كما أطل الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط مساء أول أمس الجمعة في حديثٍ إلى "الإخبارية السورية" للمرة الأولى محذرًا من وجود ضباط سابقين تابعين لنظام الأسد في لبنان، الأمر الذي وصفته صحيفة "الأنباء" الالكترونية الناطقة باسم الحزب بأنه ينطوي على "خطورة أن يكون لبنان بيئةً حاضنةً لمجرمين ارتكبوا فظائع على مدى عقود، وفرّوا ليلة سقوط الأسد ليحتموا بين اللبنانيين ويُهدّدوا الأمنين اللبناني والسوري".

وأتى كلام جنبلاط في المقابلة ردًّا على سؤال ، فأكّد أن "هناك رموزاً من نظام الأسد في لبنان، وهم محميون من جهات كانت مع المحور القديم، ومن هنا أهمية التنسيق الأمني بين لبنان وسوريا". وأوضح أنّ هناك نظرية لدى بعض المسؤولين في الأمن اللبناني مفادها أنّ هؤلاء أتوا إلى لبنان وليس بحقّهم مذكّرات جلب من قبل السلطات السورية، وقد تكون هذه حجّة، لكن لا بدّ من الخلاص منهم لأنهم يشكّلون خطرًا على لبنان وسوريا.

يستفاد من هذه المعطيات، أن هناك مشكلة أمنية مقرها مناطق "حزب الله" وبالأخص الضاحية الجنوبية لبيروت. ويأتي إعلان جنبلاط عن وجود "مذكّرات جلب من قبل السلطات السورية" بحق رموز نظام الأسد ليضيف بعدًا قضائيًا لا يمكن اغفاله، في وقت ما زالت قضية الموقوفين السوريين في السجون اللبنانية لم تحل بعد. وتكمن المفارقة في هذا الموضوع، ان هناك من عارض نظام الأسد فكان مصيره السجن اللبناني. بينما هناك رموز هذا النظام قد استقروا في الضاحية الجنوبية لتوفير الحماية لهم كي لا يتسلمهم القضاء السوري الجديد.

أماط جنبلاط اللثام عن جزء من قضية واسعة النطاق ما زالت في صدارة اهتمام الإعلام دوليًا. فتحت عنوان "تقرير خاص-مؤامرة في عهد الأسد لإخفاء آلاف القتلى حولت صحراء سوريا إلى مقبرة جماعية"، أعدت رويترز تحقيقًا أنجزه فريق صحافي تضمن معطيات مذهلة عن جرائم نظام الأسد ونشرته الوكالة في 17 تشرين الأول الجاري. وجاء في مقدمة التقرير: "كانت رائحة الموت التي لا تخطئها الأنوف تعبق الأجواء على طول الطريق الصحراوي السوري أربع ليال أسبوعيًا على مدار عامين تقريبًا... إنها رائحة عشرات الآلاف من الجثث التي تنقلها شاحنات من مقبرة جماعية إلى أخرى في موقع سري.

كان ممنوع على السائقين مغادرة سياراتهم بينما أقسم الميكانيكيون ومشغلو الجرافات على التزام الصمت، فقد كانوا يعلمون جيدًا أنهم سيدفعون حياتهم ثمنًا للتحدث علنًا. كانت أوامر "عملية نقل الأتربة" شفهية فقط وأشرف عليها ضابط سوري برتبة عقيد، قضى ما يقرب من عقد من الزمن في دفن قتلى الرئيس السوري السابق بشار الأسد.

صدرت أوامر نقل الجثث من القصر الرئاسي. وأدار العقيد، المعروف باسم "أستاذ التطهير"، العملية من 2019 حتى 2021."

تزامنًا مع تقرير رويترز كان الرئيس السوري أحمد الشرع يقوم بزيارة لموسكو للمرة الأولى منذ وصوله إلى سدة الحكم في سوريا. وأورد تقرير إعلامي أن الشرع حظي باستقبال حافل في الكرملين. وجرى استقبال الشرع والوفد المرافق له في "القاعة الخضراء" في الكرملين، وهي قاعة الاستقبال الرسمية الأفخم في القصر الرئاسي، ولم يكن قد زارها الرئيس المخلوع بشار الأسد. وقد استقبل فيها بوتين في السابق عددًا محدودًا من زعماء العالم. ورأى صحافيون أن هذا الترتيب عكس درجة من الحفاوة التي تعمد الكرملين إظهارها وهو يستقبل الرئيس السوري للمرة الأولى.

في المقابل، أفاد مصدر حكومي سوري لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الرئيس الشرع طلب، خلال زيارته الأولى إلى روسيا، تسليم الرئيس المخلوع بشار الأسد الذي فرّ إلى هناك في كانون الأول الماضي.

لا تستطيع سوريا الجديدة، مهما بلغت الحفاوة الروسية أقصى مداها في استقبال الشرع في موسكو، أن تتجاهل ملف حكم الطاغية. وما يزيد الطين بلة أن لبنان الذي ورّطه "حزب الله" في الحرب السورية منذ اندلاع الثورة هناك في بداية العقد الماضي ولغاية فرار الأسد، لا يستطيع توفير الحوافز لدمشق كي تغض الطرف عن وجود ملاذ ملاصق لبيروت يأوي كل رموز الأسد، الذين لو كشفت ملفاتهم، لتبيّن أن رعبًا مماثلًا سيسود الأجواء كما فعل تقرير رويترز المشار اليه آنفًا.

وهكذا، تبدو مشكلة الضاحية الجنوبية الآن مزدوجة: مشكلة وجود رموز الأسد، ومشكلة حماة هؤلاء الرموز، وهم الذي تورطوا في سفك الدماء في سوريا.

ظهرت هذه المشكلة الآن في تصريح جنبلاط، فهل هناك من يلاقيه على أرض الواقع، بأن تقوم العدالة في لبنان بواجباتها تجاه هؤلاء المطلوبين الخطرين ليس على سوريا وإنما على لبنان أيضًا؟

تفيد المعلومات بأن دمشق طالبت في وقت مبكر بتسليمها رجال الأسد عندما بدأت أقنية الحوار المشتركة بين البلدين تنفتح. ولا مفر أمام لبنان من القيام بواجباته حتى ولو كان بشار الأسد نفسه متواريًا في الضاحية بدلًا من موسكو حيث ينعم حاليًا برفاهية مليارات الدولارات التي سرقها من سوريا قبل فراره.

تستطيع روسيا أن تحمي الأسد وزبانيته إلى حين في موسكو. أما لبنان، فلن يستطيع ذلك في الضاحية مهما حاول "حزب الله" حماية رموز الأسد.

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا